أخيرا تمكنت جماعة الإخوان المسلمين في مصر من اكتشاف الأسباب الحقيقية للخيبة التي رافقت حكمهم منذ عشرة أشهر إلى اليوم.. وما الأسباب التي جعلت الشعب يعيش أتعس فترات حياته في ظل حكم الإخوان، وأسباب انتقاد المصريين لحكم الجماعة، وأسباب المطالبة بتأجيل الانتخابات التشريعية والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.. رأس هذه الأسباب الحسد، ومن هذا الرأس تخرج كل العلل.. منه تأتي علة المعارضة، وعلة الدفاع عن استقلالية السلطة القضائية والقضاة، والعلل السياسية الأخرى. صبَّاحي وعمرو موسى وأصحابهما يحسدون الرئيس مرسي لأنه أصلا مدعوم من الله سبحانه وتعالى، وأحزاب المعارضة حاسدة، تحسد جماعة الإخوان على الرئيس المدعوم الملتحي المعتمر الذي يخطب في المساجد ويصلي الصبح في قصر الاتحادية جماعة.. حاسدون أصابوا الجماعة ورئيسها بالعين.. حكومة الإخوان الربانية محسودة من المعارضة وسيبقى رئيسها رغم كيد الحاسدين، والجنيه فقد كثيرا من وزنه بسبب عيون الحاسدين، والبطالة من الحاسدين، وعيون الحاسدين هي التي ترد السياح من أبوب مصر.. حتى مساعدو الرئيس ومستشاروه الذين استقالوا من مناصبهم، فعلوا ذلك لأنهم (حسدة). الصحف وقنوات التلفزيون التي تبرز فشل حكم الإخوان حاسدة، والمفكرون والكتاب والصحفيون الذين ينتقدون رئيس الجماعة وحكومة الجماعة حاسدون، والقضاة حاسدون، والمعتصمون والمتظاهرون يحركهم الحسد، والنساء لا يخرجن من بيوتهن للهتاف بسقوط حكم المرشد إلا لأنهن حواسد، والمعارضة منشأها أصلا الحسد، ولا وظيفة لها سوى أن تفتح عينها على العيوب وتحسد، ولولا الحسد ما كان لوجود المعارضة لزوم في ظل رئيس مدعوم من الله وحكومة اختارها الله. أول معصية بحق الله ارتكبها إبليس كانت بسبب الحسد.. أراد الله أن يجعل في الأرض خليفة، فحسد إبليس آدم وعصى.. الحسد هو السبب.. ليس السبب اضطراب الرئيس وتناقض قراراته، ولا السبب ديكتاتورية الجماعة، وقلة خبرتها في شئون السياسة والحكم، وليس السبب تفرد الجماعة بثمار ثورة شباب مصر، وليس السبب مصادرة الجماعة للحريات، وليس السبب الآلهة الفرعونية الجديدة.. بل الأمر كله حسد.. من قبل ومن بعد حسد. وبناء على هذا التفسير الخرافي للمشكلات والفشل والمعارضة والنقد.. فما أسهل الحلول.. والجماعة بارعة في هذا الجانب.. الدعاء على عين الحسود أن لا تسود، ودار الرقية الشرعية من الحسد، ومستشفى معالجة داء الحسد.. وأحذية تعلق عند بوابة مقر الجماعة وبوابة الحكومة وبوابة مؤسسة الرئاسة لرد نظرات الحاسدين.