مقتطفات بين الأشخاص تجعل كلامنا يشغله التفكير، ترى أشخاصًا يجمعهم الكلام ويفرقهم الكلام، وترى أشخاصًا تتناقض شخصياتهم في مواقف عديدة فتتعجب لأمرهم وتقف في دوامة لا بداية ولا نهاية لها، تحاول الوصول لأمرها ولكن يأتي من حولك بموقف يجعلك تعود إلى بداية التناقض وعدم الفهم لطبيعة الحال السائد بينهم. تجد الجدال السائد في طبيعة حالهم ولكن لا يقرون به فهم يعتقدون أو يمثلون دور التراضي فيما بينهم، فتجدهم في بداية الأمر سعداء لا تناقض بينهم وفي غضون ساعات يشتعل التناقض والنفور بينهم وكلًا منهم يسرد أخطاء الطرف الآخر دون تفكير بالعواقب القادمة.
وأشخاص تناقضهم عجيب؛ فهم لا يعترفون به أمام الآخرين خوفًا من الكلام الزائد، فهم جماعات بينهم خلافات فيما بينهم مقرين بها ولكن ينكرونها أمام جماعات أخرى ويظهرون العكس تمامًا.
وأشخاص تجد كلاً منهم يقول أنا على صواب ولا يقر بغير ذلك، فتجد التفاهم ليس بسهل معه إما أن ترضى بما يقوله وإما أنت غير منصف له، متناسيًا أنه ليس من الضرورة عندما تكون على صواب أن يكون الشخص الآخر على خطأ فربما أنتما الاثنين على صواب، فاحترام الاختلاف يقلل الخلاف قبل الإثارة له.
في هذا الزمان تغير كل شيء حتى شخصيات تغيرت وتبدلت حتى أصبح لكل شخص حالات يتبدل بها من حين لآخر، هناك لعبة تبادل الأقنعة وتحريف الكلام على طبيعه الحال، فتجده معك بقناع وصياغة كلام تجعلك مصدق له دون التفكير بأن ما هو أمامك غير ما هو خلفك، فحين تستدير وتذهب يتغير قناعه ضدك فتصتدم بأن صياغة الكلام التي صدقتها قد تغيرت، فبدأ التناقض بين الذي شاهدته وسمعته وبين ما صنع خلفك بطريقه الضد.
لذلك عند التعامل مع الأشخاص يجب الفهم أن الشخص يختلف عن الشخص الآخر، فلكل شخص أسلوبه الخاص يتعامل به مع الأشخاص، لذلك علينا التفكير بعقلانية وليس بتصديق كل ما يقال لنا؛ لأن في الواقع أصبح التصديق التام لكل ما يقال وينقل بين الأشخاص في هذا العالم المتناقض بين الشر والخير، فعقل يقول: عليك التصديق كل ماثبت بدليل حاسم وإذا تبقى شعره بينك وبين شخص لا تقطعها.