إستطاب الرفاق لهم العيش ... في مدينة التواهي .. هذه المدينة الناعسة .. والولهانه المتكئة .. ليلا على نهود وصدر جبل شمسان ... ويخيل إليك إنها من عباد البراهمه .. وقد حظيت .. مدينة التواهي .. دون سواها من المدن الجنوبية ... أيام الزمن الجميل من حكم الرفاق .. اكثر من غيرها .. ففيها مقر اللجنة المركزية .. والمكتب السياسي .. وفيها مقر الإذاعه والتليفزيون .. والمسرح الوطني .. وياعيني على فن ذاك الزمان .. في اصالته وانغامه .. ومع مقدم حفل البرنامج من المسرح الوطني ... الاستاذ احمد ناصر الحماطي ... ولعمري وليت شعري فلايوجد ... شخص يضاهيه .. في حلاوة صوته وبلاغة إيذاعه وابداعه في التلاعب باالالفاظ ... وهو يقدم الفنانيين ويطري عليهم .. حيث يقول إذا طلع الهلال فما علينا إلا ان نغني ... فيقطع صوته عاصفة من الهدير والصفير ... ثم يقول اما الآن مع المطرب الحبيب ... فنان البدو والرعيان محمد محسن عطروش ... وبلله اعطني ياطير من دهلك سبوله ... يعقبه الفنانه امل كعدل ... وأغنية عود لي بابوووووس بابوس ايدك ... وكل ذلك من عدن حورية الزمان وذاكرة المكان ... عدن الماء والهواء ... عدن الحور والزهور .. وروائح البخور .. ياسادتي عدن شجرة وارفه لها ريح وندى ... لقد وقفت على بقايا ذكريات ... وسنين مضت من عمري ... ذكريات البندر والشيخ عثمان ... وجينا إلى البندر في شهر نيسان ... نشتي نبيع الفل كل ولهان ... التواهي ومنتزة نشوان ... ونشوان لاتفجعك خساسة الحنشان ... كنا ننعم بأمن واستقرار .. ونجد للحياة طعم .. وكانت النساء في عدن يتدثرن بالشيادر .. ويتمايلين في مشياتهن .. كأنهن الطواويس في خيلاه ... سافرات الوجوه .. كأنهن اقمار الليالي .. وسبحان من صور كنه قمر نور ..ومحلا ناقش الحناء ... أيام رحلت من اعمارنا ... وذكريات تجلت في نفوسنا ... وبعد زيارتي لعدن .. وانا شيخا مسن اقف على عتبة الستينات ... وبعد فراق دام لأكثر من 35 سنه خلت من عمري ... فقد وجدتني اردد ماقاله مجنون ليلى ... امر على الديار ديار ليلى اقبل ذا الجدار وذا الجدار وماحب الديار شغلن قلبي ولكن حب من سكن الديار واخطرهم يازمن كيف كنا ...! بقلم محمد صائل مقط ..