دون مبالغة يمكن القول أن العميد ركن/ بلال عبدالله شديوة هو القائد الذي يفتش عنه اليمنيون لكتابة عهد اليمن الجديد. يمتلك كل صفات القائد الذي لا يتكرر بسهولة، دقيق ومنظم، مؤثر، وصاحب رؤية ثاقبة يستطيع أن يرى ما يعجز عن رؤيته الآخرون، أيديولوجيته قومية، وهويته الأرض ينتمي لممالك اليمن القديم، وحفيد لملوكها. شجاع القرار، صارم لا يساوم بما يؤمن، ولا يداهن بموقفه يستمع ويتقبل رأي ونقد الآخرون. يثق بقدراته وإمكانياته، ويدرك تماماً نقاط الضعف ونقاط القوة. يستند إلى خلفية واسعة بالتأريخ، والثقافة، له أسلوب الجنرال إرفين رومل في ساحة المعركة، عنيد، ومتفائل، يكسر المستحيل ويصنع منه واقع. خاض العديد من المعارك ضد المليشيات الحوثية منذ بدء المعركة في جبهات مختلفة، وعمل قائد لأكثر من لواء عسكري. تاريخه العسكري، وعبقريته في الحرب أشبه بتاريخ وعبقرية المارشال ايريش فون مانشتاين أحد أبرز الجنرالات الألمانية في الحرب العالمية الأولى التي كان يعتمد عليها هتلر في وضع الخطط الإستراتيجية، وقيادة المهام الأكثر صعوبة وتعقيد، وإعادة هيكلة القوات. كان ايريش مانشتاين في نظر هتلر هو الملاك المنقذ الذي كلما وقع الجيش الألماني في فخ استدعاه هتلر لينجيه منه، وساهم ايريش مساهمة فعلية في اعادة بناء الجيش حتى وفاته. البداية كانت من المنطقة العسكرية الخامسة "ميدي" ك قائد للواء العاشر. اللواء الذي أعاد له العميد ركن شديوة جاهزيته وخاض به العديد من المعارك القتالية العنيفة ضد المليشيات الحوثية، وحقق الكثير من الإنتصارات التي ساهمت في تحرير أجزاء كبيرة من المنطقة العسكرية الخامسة في ميدي الإستراتيجية. استمر قائد للواء العاشر حتى تم تكليفه قائدًا لثلاثة ألوية عسكرية " لواء القادسية، ولواء القوات الخاصة، ولواء حطين" في منطقة الشرفة على مشارف مدينة نجران بعد أن أصبحت تلك الألوية على وشك الخروج النهائي عن الجاهزية القتالية، وتعيش حالة من الفوضى والعشوائية في منطقة جغرافية حساسة، ولكن سرعان ما عمل العميد ركن/ بلال عبدالله شديوة على فرض اسعافات أولية وإصلاحات تمكن من خلالها إعادة جاهزية الألوية، وظل يقاتل العدو بيد، واليد الأخرى تعيد هندسة وبناء الألوية حتى أنتهى في وقت قصير من تأسيس لواء جديد "اللواء 126 اقتحام" وقام بدمج الألوية السابقة تحت قيادة اللواء 126 اقتحام الذي أصبح من أكثر ألوية المنطقة قوة، وانضباط، وتنيظم، وجاهزية قتالية.
قال اسماعيل تايه النعيمي أن الجيش عبارة عن كتلة حرجة من اليورانيوم تحتاج إلى نيوترون حر لتتحول الى طاقة هائلة، والنيوترون الحر هو القائد. حقيقة الجيش الوطني أنه يعاني بالفعل من غياب القائد، وغالبًا ما يكون تغييب ممنهج هدفه تفكيك الجيش، وسلخ هويته، وضمان بقاءه ك حشود أو مجاميع شعبوية عشوائية مفرغة من المسؤولية الوطنية، والمفاهيم، والضوابط العسكرية، ودائما ما تكون هناك نتائج كارثية قد تنتهي بتحويل الجيش إلى مجاميع بأيديولوجية إسلاموية جهادية، أو مليشيا مشبعة بثقافات سوقية يصنع منها زعماء التجارة الممنوعة، والعصابات، والمهربين أدوات فاعلة لتسهيل وضمان مصالحهم. كان العميد ركن/ شديوة هو النيوترون في نظر القيادة السياسية والعسكرية، يوضع على قوة عسكرية عشوائية فيعيد ترتيبها وتأهيلها لتتحول إلى طاقة هائلة، وقوة عسكرية عنيدة لا تقبل الهزيمة.
قبل قرابة ثلاثة أشهر كلف العميد ركن/ بلال عبدالله شديوة بتكليف مؤقت قائد للواء التحرير، ومسؤولًا عن محور البقع، مع استمراره قائد للواء 126 اقتحام. راهن الجميع على فشل مهام العميد ركن/ بلال شديوة في محور مديرية البقع نظرًا لكون مديرية البقع تعيش وأقع مختلف ومعقد إلى حدٍ كبير. لا تحتكم لأي قانون غير الفوضوية واللآدولة، وتعيش تحت سلطة ونفوذ هوامير تجارة الممنوعات من مسؤلين في هرم السلطات، والأجهزة الحاكمة، وبعض الشخصيات والوجاهات القبلية، والإجتماعية. يعتبرها الكثير مصدر خوف، وكابوس مرعب، أشبه بمثلث برمودا يلتهم كل شيء. زادت التراكمات والأخطاء الجسيمة في المنطقة، وفشل يولد فشل أكبر منه، وإخفاق وفساد يكبر كل يوم عن الأخر حتى وصلت مديرية البقع إلى مرحلة يمكن القول أنها تجاوزت وأقع ليبيا. نشأت فصائل، ومجاميع مدججة بالأسلحة، وتحولت منطقة البقع من جبهة عسكرية تخوض معارك ضد المليشيا الحوثية إلى ساحة صراع داخلية، كل قطعة سلاح تحاول فرض نفوذها على أكبر مساحة ممكنة، أشبه بقانون الغابة....البقاء للأقوى. في الأشهر الأخيرة من العام المنصرم تنبه الأشقاء في قيادة المملكة لحجم وخطورة المشكلة التي يكبر حجمها يوم بعد الأخر حتى أصبحت تشكل تهديد كبير على الجبهة القتالية، والجيش الوطني، وأمن المملكة السعودية في المقدمة كون هذه الفصائل، والمجاميع المدججة بالأسلحة المتنوعة تنشأ خلف السياج الحدودي للبلد. كان التخلص من هذه الفصائل والمجاميع أمر حتمي لا رجعة فيه، ولكن المشكلة استمرت في تهرب قيادات الألوية العسكرية من المدنيين ودراويش الدين، وأتذكر رد أحد القيادة الذي قال : أواجه من.؟ هؤلاء قادرين على مواجهتي وترحيلي إلى مأرب هذا إذا سمحوا لي البقاء على قيد الحياة. كانت المهمة أكبر من كل قادات الألوية في المنطقة، مشكلة بهذا الحجم والتعقيد بحاجة إلى عبقرية الملاك المنقذ المارشال ايريش فون مانشتاين.
ظهر العميد ركن/ بلال عبدالله شديوة من وسط هذا الغثاء، يلعب دور المارشال مانشتاين الذي لقبه هلتر بالملاك المنقذ، وتولى العميد ركن/ شديوة المهام الذي عجز عنه الكثير من القيادات العسكرية في المنطقة.. أخذ أسابيع قليلة لدراسة المشكلة، وهندس بعبقرية لتفكيك الفصائل والمجاميع قبل ضربها وفرض الحلول الجذرية للمشكلة. عمل بإستراتيجية عالية أشبه بما يسمى بعملية الإسقاط الهندسي. ظهر عنيد، وشجاع، وصارم يضرب بيد من حديد لا يفاوض بالقرار ولا يهزم في الساحة. حاولت بعض قيادات الألوية والكتائب في المنطقة افشال مهمته، ولكنها محاولات بائت بالفشل. لم تشغل وقته مهمة مواجهة الفصائل والمجاميع المسلحة، كان يعمل في نفس الوقت على إعادة هيكلة، وتأهيل، القوات العسكرية للألوية الجيش الوطني في المنطقة، وخلال شهر كان العميد ركن/ بلال عبدالله شديوة قد أنتهى من تنفيذ المهام الموكل إليه، وأنهى على كل التهديدات، والإشكاليات في مديرية البقع الحدودية، وأخر بصمه لهذا القائد الشجاع في هذه المنطقة حتى الأن تخرج أول كتيبة قوات الصاعقة على أيدي ضباط أكاديميين.