شهداء جدد جراء التجويع ومقرر أممي يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية    هيروشيما: الجرح الذي لم يندمل    أي إصلاحات وحماية للعملة الوطنية وقطاع الاتصالات يسلم لشركة أجنبية    رسميا.. (ستارلينك) تدشن خدمتها من العاصمة عدن    قرعة آسيوية ساخنة بانتظار ناشئي اليمن في كوالالمبور الخميس المقبل    وزير الشباب ومحافظ ذمار يتفقدان مدرسة الثلايا ومكتبة البردوني    تدشين المؤتمر الدولي الخامس للتقنيات الذكية الحديثة وتطبيقاتها بجامعة إب    الكثيري يطّلع على أنشطة وبرامج مركز مداد حضرموت للأبحاث والدراسات الاستراتيجية    وزارة الزراعة تناقش استعدادات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف    هذا ما حصل اليوم في زنجبار بابين    متوسط أسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 5 أغسطس/آب 2025    فعالية احتفالية بذكرى المولد النبوي بذمار    الحوثيون يعلنون تضامنهم مع "هائل سعيد" ويدعون لمقاطعة منتجات الجنوب    المملكة تطلق 5 مشاريع إغاثية وتعليمية في اليمن ولبنان تخدم أكثر من 57 ألف مستفيد طج    إغلاق 30 شركة صرافة مخالفة للقانون بالعاصمة عدن    شهادات مروعة عن تعذيب وانتهاكات داخل معتقلات الأمن السياسي بمأرب    الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تشيد بالعملية اليمنية التي استهدفت مطار (اللد)    إصابات إثر تصادم باصين للنقل الجماعي بمحافظة حضرموت    عدن.. البنك المركزي يحدّد سقف الحوالات الخارجية للأغراض الشخصية المُرسَلة عبر شركات الصرافة    جراء الهجمات الحوثية.. "ميرسك" ترفع رسوم الشحن في البحر الأحمر    البنك المركزي يوقف تراخيص أربع شركات صرافة لمخالفتها الأنظمة    من شبوة بدأت الدولة    شوقي هائل سعيد انعم يقتل الشعب ويشرب دمائهم لحصد المليارات    أصحيح هذا.. قائد عسكري كبير يسخر طقم مسلح لحماية مطعم متمرد على الأسعار    أوساخ وقاذورات سجن الأمن السياسي في مأرب تسوّد صفحات وسائل التواصل الاجتماعي    مليشيا الحوثي تختطف ثلاثة معلمين بينهم مدير مدرسة في إب    أيادي العسكر القذرة تطال سينما بلقيس بالهدم ليلا (صور)    النائحات المستأجرات    جريمة مروعة.. مواطن يقتل 4 من عائلة زوجته في إب ويصيب آخرين ويلوذ بالفرار    دولة هائل سعيد انعم.. نهبت الأرض والثروة ومعاقبتها مطلب شعبي    تهديدات ترامب للهند تهوي بأسعار النفط    اكتشاف حياة غريبة في أعماق المحيط الهادئ    نيمار يوجه رسالة إلى أنشيلوتي بعد ثنائيته في الدوري البرازيلي    إب.. جريمة قتل مروعة أسفرت عن سقوط سبعة ضحايا    الدكتور الترب يعزي اللواء معمر هراش في وفاة والده    «سيدات النصر» .. لياقة وسرعات    اختفاء قيادي في حزب البعث وسط ظروف غامضة في صنعاء    مودريتش: بطولات الريال لم تخمد حماسي    اليمنيون.. أسياد البحر والجو في زمن الخنوع العربي    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    توجيه الرئيس الزُبيدي بتكريم أوائل الثانوية.. تقدير واحتفاء جنوبي بالعلم والتفوق    الحكومة تجدد تأكيدها: الحوثيون حوّلوا المساعدات الدولية إلى أداة تمويل لحربهم    اتحاد إب يتعادل إيجابيا مع أهلي تعز في ختام الأسبوع الأول في بطولة بيسان الكروية الأولى    غدا الثلاثاء .. انطلاق المعسكر الإعدادي لمنتخب الناشئين    الحديدة: فريق طبي يقوم بعمل معجزة لاعادة جمجمة تهشمت للحياة .. صور    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    تضهر على كتفك اعراض صامته..... اخطر انواع السرطان    سلطة التكنولوجيا هي الاولى    إنتر ميامي يعلن غياب ميسي لأجل غير مسمى    حضرموت التاريخ إلى الوراء    تعز تتهيأ مبكرا للتحضير للمولد النبوي الشريف    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المجلس الانتقالي يعلن «تحرير ليبيا الكامل»
نشر في عدن الغد يوم 23 - 10 - 2011

اعلن حكام ليبيا الجدد تحرير البلاد يوم الاحد بعد ان انتهى حكم الفرد الذي خضعت له 42 عاما على يدي معمر القذافي قائلين ان "فرعون" العصر أصبح الآن في مزبلة التاريخ وان مستقبلا ديمقراطيا يلوح في الافق.
واكتظت ساحة في بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية بعشرات الالوف من الاشخاص الذين لم يعرفوا قبل تمرد هذا العام سوى دولة القذافي البوليسية لسماع مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي الليبي وهم يعلنون ان ليبيا تحررت بالكامل.
وسجد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل بعد ان صعد الى المنصة ووعد باحترام الشريعة الإسلامية.
وقال وهو يصافح مؤيديه ان جميع الشهداء والمدنيين والجيش انتظروا هذه اللحظة. واضاف انهم الان في افضل مكان وهو جنة الخلد.
ويخشى البعض من ان عبد الجليل وهو وزير سابق للعدل يتسم بدماثة الخلق سيجد صعوبة في فرض ارادته على ائتلافه الثوري العنيد مشيرين الى اصرار مدينة مصراتة على عرض جثة القذافي ثلاثة ايام بعد وفاته في انتهاك واضح لاحكام الشريعة الإسلامية.
وهناك انزعاج دولي بشأن صور ولقطات تظهر على نحو متزايد على الانترنت لانتهاك حرمة جثة يبدو انها للقذافي بعد اسره وسقوط مسقط رأسه سرت يوم الخميس.
لكن رد الفعل الفوري على اعلان الاحد تمثل في مظاهر الفرح والابتهاج.
وقال المحامي عبد الرحمن القيسي الذي اعلن عن انشاء حقيبة وزارية جديدة للتعامل مع ضحايا الصراع ان الليبيين اظهروا للقذافي من هم واصفا الزعيم المخلوع الراحل بانه فرعون العصر الذي ذهب الى مزبلة التاريخ.
وقال مسؤول افتتح المراسم في بنغازي التي بدأت منها الانتفاضة المناهضة للقذافي في فبراير شباط "نعلن للعالم أجمع أننا حررنا بلادنا الحبيبة بمدنها وقراها وسهولها وجبالها وصحرائها وسمائها." وبنغازي هي مقر المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
ولوحت الحشود بالعلم ثلاثي الالوان وهم يهتفون ويهللون.
وعثر على القذافي الذي تعهد بالقتال حتى النهاية مختبئا في انبوب للصرف بعد هربه من سرت التي كانت اخر معقل للموالين له. ولقي حتفه في ظروف تتسم بالفوضى بعد أن ظهر في لقطات فيديو مخضبا بالدماء ويجد صعوبة في التعامل مع اسريه.
ومع وجود احتياطات كبيرة من النفط والغاز في ظل عدد سكانها البالغ ستة ملايين نسمة فهناك احتمال بان تصبح ليبيا بلدا يتمتع بالرخاء الشديد لكن المنافسات الاقليمية التي غذاها القذافي قد تفجر المزيد من العنف الذي يمكن ان يقوض سلطة المجلس الوطني الانتقالي بقيادة عبد الجليل.
وقال هنري ولكنسون من مؤسسة جانوسيان للاستشارات الامنية في لندن "هناك فراغ امني وسياسي كبير يمكن أن تشكل فيه الخلافات السياسية المتزايدة والفصائل والمشاكل الامنية مخاطر جدية باخراج التحول عن مساره أو اطالة أمده."
وفي مصراتة لم ير الناس الذين وقفوا في صفوف لالقاء نظرة على جثة القذافي داعيا للاسراع بدفنه غير مكترثين فيما يبدو بالقلق في طرابلس بشأن نظرة العالم في الخارج الى المجلس الوطني الانتقالي.
وقال رجل ذكر ان اسمه محمد "احضرنا اطفالنا لرؤيته اليوم لان هذه فرصة لمشاهدة التاريخ.. نريد ان نرى هذا الشخص المتعجرف وهو جثة هامدة. دعوا الناس جميعا يروه."
ويهدف اعلان التحرير الى بدء عملية لاقامة ديمقراطية تعددية وهو نظام كان القذافي يرفضه طوال سنوات حكمه التي امتدت 42 عاما.
وفي عام 2007 وصف القذافي الديمقراطية بانها عار تتيح لاصحاب المصالح الاقوياء "ركوب البشر مثل الحمير". وكان كثير من الليبيين ينظرون الى "دولة الجماهير" التي أعلنها القذافي على انها "استبداد وحكم مطلق".
ويخشى بعض المحللين من انه بدون قيادة قوية يمكن ان تنهار الثورة الان متحولة الى اقتتال داخلي يمنع البلاد من تجربة ممارسة الديمقراطية.
ويرى بعض المحللين أن عدم وجود خطة واضحة لدفن القذافي يبرر المخاوف من الانزلاق الى اضطراب بلا قيادة.
واجري تشريح للجثة وقال مصدر طبي لرويترز ان جثة القذافي بها رصاصة في الرأس واخرى في البطن.
واضاف ان الجثة بها "اصابات متعددة وهناك رصاصة في البطن وأخرى في الرأس".
وأجري تشريح الجثة في مشرحة بمصراتة على بعد حوالى 200 كيلومتر الى الشرق من طرابلس. وقال مسؤولون محليون ان جثة القذافي ستعاد الان الى غرفة التخزين المبردة في سوق قديم في مصراتة حيث تعرض على الجمهور.
ولا تزال الميليشيات التي تفتقر للانضباط والتي شكلت في كل بلدة للاطاحة بالزعيم المخلوع بمساعدة حملة القصف التي شنها حلف شمال الاطلسي مسلحة. وستطالب المناطق التي يمثلونها بلعب دور اكبر في مستقبل البلاد خاصة بنغازي ومصراتة ثاني وثالث كبرى المدن في ليبيا واللتين حرمهما القذافي من الاستثمارات.
وخرج مقاتلون من مصراتة من حصار طويل ودموي ليلعبوا دورا كبيرا في السيطرة على طرابلس ثم نجحوا فيما بعد في القاء القبض على القذافي.
واصدر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج والامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن نداءين منفصلين لليبيين لتجنب اعمال الثأر والانتقام وانتهاز فرصة لبناء التعددية وحكم القانون.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لقناة (ان.بي.سي) انها ستؤيد بشدة تحقيقا تجرية الامم المتحدة وتحقيقا يجريه المجلس الوطني الانتقالي في ملابسات موت القذافي.
واضافت "قفوا مع الوحدة والمصالحة.. قولوا بوضوح شديد ان جميع من كانوا يقفون مع النظام السابق طالما لم تتلطخ ايديهم بالدماء يجب ان يشعروا بالامن وبانهم داخلون ضمن ليبيا الجديدة."
وقال رئيس الوزراء الليبي محمود جبريل حين أعلن عزمه استقالته من منصبه يوم السبت ان زعماء ليبيا الجدد امامهم فرصة محدودة جدا لينحوا خلافاتهم جانبا.
وقال جبريل ان احراز تقدم في ليبيا سيحتاج الى عزيمة قوية من جانب الزعماء المؤقتين للمجلس الوطني ومن جانب ستة ملايين مواطن عانوا من الحرب.
وعبر قائد ميداني في مصراتة عن قلقه من تأجج المشاكل.
وقال متحدثا الى رويترز فيما توافد مواطنون ليبيون التقط بعضهم صورا للاحتفاظ بها في وجود حراس مسلحين ليتأكدوا بأنفسهم أن الرجل الذي كانوا يخشونه قد مات "الخوف الان مما سيحدث بعد ذلك... سيحدث اقتتال بين المناطق. هناك الزنتان ومصراتة من جانب ثم بنغازي والشرق." وأضاف "هناك اقتتال حتى داخل الجيش."
ويسري شعور بعدم الارتياح في الخارج ازاء ما يعتقد كثيرون أنه كان اعداما بلا محاكمة للقذافي. ودعت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الى اجراء تحقيق في قتله لكن عددا يكاد لا يذكر من الليبيين تساوره هذه المخاوف.
وجرت مناقشات بين الفصائل الليبية بشأن كيفية التعامل مع الجثة التي لم تدفن بسرعة كما تقتضي احكام الشريعة الاسلامية وبدأت تتحلل. وطلب ممن شاهدوا الجثمان يوم السبت ارتداء كمامات طبية.
ويريد أفراد عائلة القذافي خارج ليبيا تسليم جثمانه وجثمان ابنه المعتصم لابناء قبيلته في سرت. وقال مسؤولون بالمجلس انهم يحاولون ترتيب موقع غير معلوم لدفنه حتى لا يتخذ الموالون للزعيم المخلوع منه مزارا. ولا تريد مصراتة دفن جثته في ثراها.
وأرجأت الخلافات داخل المجلس اعلان انتهاء الحرب عدة مرات.
لكن من غير المرجح أن تحتل هذه المخاوف موقعا بارزا بين اهتمامات الكثير من الليبيين اليوم وهم يحتفلون ببدء حقبة جديدة في تاريخ بلادهم.
وستكون هذه الاحتفالات ايذانا بخطة لتشكيل حكومة جديدة وجمعية تأسيسية تقود الى نظام ديمقراطي متكامل في عام 2013 .
وقال علي ابو شوفة وهو طالب "نأمل أن تكون لدينا حكومة ديمقراطية منتخبة بمشاركة واسعة.
وأضاف "القذافي شجع النزعات القبلية حتى تظل البلاد منقسمة... الان مات القذافي وكل القبائل ستتحد."
من بريان روهان وياسمين صالح
(شارك في التغطية طه زرقون من سرت وباري مالون وجيسيكا دوناتي من طرابلس ورانيا الجمل وتيم جينور من مصراتة وكريستيان لو واندرو هاموند من تونس وسامية نخول من عمان وتوم فايفر من البحر الميت في الاردن)
أعلن حكام ليبيا الجدد تحرير البلاد يوم الاحد بعد ان انتهى حكم الفرد الذي خضعت له 42 عاما على يدي معمر القذافي قائلين ان "فرعون" العصر أصبح الآن في مزبلة التاريخ وان مستقبلا ديمقراطيا يلوح في الافق.

واكتظت ساحة في بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية بعشرات الالوف من الاشخاص الذين لم يعرفوا قبل تمرد هذا العام سوى دولة القذافي البوليسية لسماع مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي الليبي وهم يعلنون ان ليبيا تحررت بالكامل.
وسجد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل بعد ان صعد الى المنصة ووعد باحترام الشريعة الإسلامية.
لكن رد الفعل الفوري على اعلان الاحد تمثل في مظاهر الفرح والابتهاج.
وقال المحامي عبد الرحمن القيسي الذي اعلن عن انشاء حقيبة وزارية جديدة للتعامل مع ضحايا الصراع ان الليبيين اظهروا للقذافي من هم واصفا الزعيم المخلوع الراحل بانه فرعون العصر الذي ذهب الى مزبلة التاريخ.

وقال مسؤول افتتح المراسم في بنغازي التي بدأت منها الانتفاضة المناهضة للقذافي في فبراير شباط "نعلن للعالم أجمع أننا حررنا بلادنا الحبيبة بمدنها وقراها وسهولها وجبالها وصحرائها وسمائها." وبنغازي هي مقر المجلس الوطني الانتقالي الليبي.

ولوحت الحشود بالعلم ثلاثي الالوان وهم يهتفون ويهللون.

وعثر على القذافي الذي تعهد بالقتال حتى النهاية مختبئا في انبوب للصرف بعد هربه من سرت التي كانت اخر معقل للموالين له. ولقي حتفه في ظروف تتسم بالفوضى بعد أن ظهر في لقطات فيديو مخضبا بالدماء ويجد صعوبة في التعامل مع اسريه.
ومع وجود احتياطات كبيرة من النفط والغاز في ظل عدد سكانها البالغ ستة ملايين نسمة فهناك احتمال بان تصبح ليبيا بلدا يتمتع بالرخاء الشديد لكن المنافسات الاقليمية التي غذاها القذافي قد تفجر المزيد من العنف الذي يمكن ان يقوض سلطة المجلس الوطني الانتقالي بقيادة عبد الجليل.

وقال هنري ولكنسون من مؤسسة جانوسيان للاستشارات الامنية في لندن "هناك فراغ امني وسياسي كبير يمكن أن تشكل فيه الخلافات السياسية المتزايدة والفصائل والمشاكل الامنية مخاطر جدية باخراج التحول عن مساره أو اطالة أمده."
وفي مصراتة لم ير الناس الذين وقفوا في صفوف لالقاء نظرة على جثة القذافي داعيا للاسراع بدفنه غير مكترثين فيما يبدو بالقلق في طرابلس بشأن نظرة العالم في الخارج الى المجلس الوطني الانتقالي.
وقال رجل ذكر ان اسمه محمد "احضرنا اطفالنا لرؤيته اليوم لان هذه فرصة لمشاهدة التاريخ.. نريد ان نرى هذا الشخص المتعجرف وهو جثة هامدة. دعوا الناس جميعا يروه."

ويهدف اعلان التحرير الى بدء عملية لاقامة ديمقراطية تعددية وهو نظام كان القذافي يرفضه طوال سنوات حكمه التي امتدت 42 عاما.
وفي عام 2007 وصف القذافي الديمقراطية بانها عار تتيح لاصحاب المصالح الاقوياء "ركوب البشر مثل الحمير". وكان كثير من الليبيين ينظرون الى "دولة الجماهير" التي أعلنها القذافي على انها "استبداد وحكم مطلق".
ويخشى بعض المحللين من انه بدون قيادة قوية يمكن ان تنهار الثورة الان متحولة الى اقتتال داخلي يمنع البلاد من تجربة ممارسة الديمقراطية.

ويرى بعض المحللين أن عدم وجود خطة واضحة لدفن القذافي يبرر المخاوف من الانزلاق الى اضطراب بلا قيادة.

واجري تشريح للجثة وقال مصدر طبي لرويترز ان جثة القذافي بها رصاصة في الرأس واخرى في البطن.

واضاف ان الجثة بها "اصابات متعددة وهناك رصاصة في البطن وأخرى في الرأس".

وأجري تشريح الجثة في مشرحة بمصراتة على بعد حوالى 200 كيلومتر الى الشرق من طرابلس. وقال مسؤولون محليون ان جثة القذافي ستعاد الان الى غرفة التخزين المبردة في سوق قديم في مصراتة حيث تعرض على الجمهور.

ولا تزال الميليشيات التي تفتقر للانضباط والتي شكلت في كل بلدة للاطاحة بالزعيم المخلوع بمساعدة حملة القصف التي شنها حلف شمال الاطلسي مسلحة. وستطالب المناطق التي يمثلونها بلعب دور اكبر في مستقبل البلاد خاصة بنغازي ومصراتة ثاني وثالث كبرى المدن في ليبيا واللتين حرمهما القذافي من الاستثمارات.
وخرج مقاتلون من مصراتة من حصار طويل ودموي ليلعبوا دورا كبيرا في السيطرة على طرابلس ثم نجحوا فيما بعد في القاء القبض على القذافي.

واصدر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج والامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن نداءين منفصلين لليبيين لتجنب اعمال الثأر والانتقام وانتهاز فرصة لبناء التعددية وحكم القانون.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لقناة (ان.بي.سي) انها ستؤيد بشدة تحقيقا تجرية الامم المتحدة وتحقيقا يجريه المجلس الوطني الانتقالي في ملابسات موت القذافي.

واضافت "قفوا مع الوحدة والمصالحة.. قولوا بوضوح شديد ان جميع من كانوا يقفون مع النظام السابق طالما لم تتلطخ ايديهم بالدماء يجب ان يشعروا بالامن وبانهم داخلون ضمن ليبيا الجديدة."

وقال رئيس الوزراء الليبي محمود جبريل حين أعلن عزمه استقالته من منصبه يوم السبت ان زعماء ليبيا الجدد امامهم فرصة محدودة جدا لينحوا خلافاتهم جانبا.

وقال جبريل ان احراز تقدم في ليبيا سيحتاج الى عزيمة قوية من جانب الزعماء المؤقتين للمجلس الوطني ومن جانب ستة ملايين مواطن عانوا من الحرب.

وعبر قائد ميداني في مصراتة عن قلقه من تأجج المشاكل.

وقال متحدثا الى رويترز فيما توافد مواطنون ليبيون التقط بعضهم صورا للاحتفاظ بها في وجود حراس مسلحين ليتأكدوا بأنفسهم أن الرجل الذي كانوا يخشونه قد مات "الخوف الان مما سيحدث بعد ذلك... سيحدث اقتتال بين المناطق. هناك الزنتان ومصراتة من جانب ثم بنغازي والشرق." وأضاف "هناك اقتتال حتى داخل الجيش."

ويسري شعور بعدم الارتياح في الخارج ازاء ما يعتقد كثيرون أنه كان اعداما بلا محاكمة للقذافي. ودعت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الى اجراء تحقيق في قتله لكن عددا يكاد لا يذكر من الليبيين تساوره هذه المخاوف.

وجرت مناقشات بين الفصائل الليبية بشأن كيفية التعامل مع الجثة التي لم تدفن بسرعة كما تقتضي احكام الشريعة الاسلامية وبدأت تتحلل. وطلب ممن شاهدوا الجثمان يوم السبت ارتداء كمامات طبية.

ويريد أفراد عائلة القذافي خارج ليبيا تسليم جثمانه وجثمان ابنه المعتصم لابناء قبيلته في سرت. وقال مسؤولون بالمجلس انهم يحاولون ترتيب موقع غير معلوم لدفنه حتى لا يتخذ الموالون للزعيم المخلوع منه مزارا. ولا تريد مصراتة دفن جثته في ثراها.

وأرجأت الخلافات داخل المجلس اعلان انتهاء الحرب عدة مرات.
لكن من غير المرجح أن تحتل هذه المخاوف موقعا بارزا بين اهتمامات الكثير من الليبيين اليوم وهم يحتفلون ببدء حقبة جديدة في تاريخ بلادهم.

وستكون هذه الاحتفالات ايذانا بخطة لتشكيل حكومة جديدة وجمعية تأسيسية تقود الى نظام ديمقراطي متكامل في عام 2013 .
وقال علي ابو شوفة وهو طالب "نأمل أن تكون لدينا حكومة ديمقراطية منتخبة بمشاركة واسعة.

وأضاف "القذافي شجع النزعات القبلية حتى تظل البلاد منقسمة... الان مات القذافي وكل القبائل ستتحد."

من بريان روهان وياسمين صالح
(شارك في التغطية طه زرقون من سرت وباري مالون وجيسيكا دوناتي من طرابلس ورانيا الجمل وتيم جينور من مصراتة وكريستيان لو واندرو هاموند من تونس وسامية نخول من عمان وتوم فايفر من البحر الميت في الاردن)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.