ومنذو أن ظهر فيروس كورونا في مقاطعة أوهان الصينية متفشيا بين سكانها وبسرعة فاقت كل التوقعات، ليعيد ذلك إلى الأذهان التحذيرات والتي أطلقها علماء طبيعة ومفادها : ((من أن البشرية ستشهد عثرات عديدة في قرننا الحالي لم تشهدها من قبل وستواجه تهديدات بمختلف أنواعها)) ليأتي بالفعل الفيروس لكي يبرهن للعالم على مدى مصداقية وصحة قول العلماء في هذا الشأن، وكنذير شؤم أحدا ملامحه بدأت ترتسم ذعرا وخوفا بين البشرية جميعا وبنزع قدرا كبير من الثقة المتبادلة مع بلدان وطأها الفيروس وأخذ في التفشي من لحضته بين سكانها، وليكشف من حينه سلبيات عديدة تعاني منها تلك البلدان وذلك بضعف مقدرتها للحد من انتشاره الوباء وبالرغم مما تملكه من إمكانيات، وما تنفقه على انظمتها الصحية من دعم سخي. وبالتالي. عندما أخذا هذا العدو المجهري في التموضع والتقدم وما يأتي من يوم إلا ويتمدد مستبيحا أرضيا جديدة ويفتك بضحايا أخرين، كان على الطرف المقابل له (الإنسان )لابد أن يكسب المعركة ومهما كلفه ذلك من ثمن وبما لديه من إمكانيات متاحة، والتي تمثلت احداها بحصار الفيروس في مناطق انتشاره أنطلاقا من مبدى دفاعي واحد كسبا للوقت حتى يتسنى إيجاد وسائل اخرى تضمن وتسرع من نهايته، وهذا ما كان الظاهر فعله من قبل الجميع، بأخذ كلا حذره وبالتمترس خلف حيطان بيته عازفا عن أرتياد كل الأماكن المحببة إلى نفسه في بحرها، وبرها، وسماءها ولمدة كافية تضمن زوال الفيروس من الوجود. ولكن بالمقابل ما يتحقق لهذا الأسلوب من إيجابيات ايضا يأخذ عليه سلبيات أبرزها حصار الإنسان لنفسه بحصار الفيروس وقد يحقق الأخير بهذا انتصارات جانبية لم يحسب حسابها وإلى الآن، منها توقف عجلة الأنتاج والتي ستؤدي لتدهور الاقتصاد الفاعلة وقد يواجه العالم بسببها وفي وقت لاحق العديد من التحديدات والأزمات كانتشار المجاعات وغيرها لتصبح الضحايا الغير مباشرة للفيروس اكثر بكثير من ما حصده في وجوده وبشكل مباشر .