الوطن بالمنظور العام هو البيت الكبير الذي يحوي تحت سقفه الجميع، هو بيت المشردين وملاذ المتعبين، هو الأب الذي يحب أبناءه على ما هم عليه من البِّر والفجور والعصيان. الوطن للجميع.. هكذا قالوا، ويقولون.. ولكن ما أكثر الغُرباء في وطني، ثلةٌ تحدثنا عن الشرف لم يحظى الشرفاء فيها بحروف كلماتهم، ومُحدّثون عن النضال غاب فيها الشهداء الأحرار عن ذِكر مناقبهم وبطولاتهم، وزاعمون بمقاصد المجد والرقي يحثّون الخُطاء على معاول هدمٍ فأنّا لفاقدِ الشيء أن يُعطيه. هلّا أخبرنا أحدهم من له الحقّ في توزيع صكوك الوطنية؟؟ من له الحق أن يرى أن عمراً خائناً وزيداً وطنياً شريفاً مناضلاً فبأيّ وزنٍ كان قياسهم للوطنية وحُبّ الإنتماء للإوطان. إنّ مفهوم الإنتماء للإوطان حديثٌ أزلي مُذ هبط أبونا آدم عليه السلام إلى الأرض وارتبط بها بروابط الحب والخير والعطاء وهكذا خلفها وأستخلفها بنوه من بعده، رغماً عن جحود ونكران بعض الأنفُس البشرية للإرض والوطن إلّا أنها ما زالت كما هي أماً حنونةً وملاذاً آمناً وفيضاً دافقاً من العطاء والخير للبشرية.