لم نستغرب بدأ ظهور حالات كوفيد19 وتزايدها المتسارع والذي سيستمر لفترة طويلة. لقد حاولنا التحذير سابقا من خلال برقية لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في 2/4/2020 بعد تقرير منظمة الصحة العالمية في 26/3/2020 وأكدت اننا على بعد عدة أسابيع ويجب استغلال الوقت المتاح امامنا. كانت هذه محاولة لإستباق الأمور لمحاولة تنبيه المسؤلين والإستعداد لحالة الفوضى والهلع عند بدأ الوباء بالإنتشار والتي ستقضي على ما تبقى من النظام الصحي المتهالك والذي معظمه بيد القطاع الخاص. ولكن للأسف لم يستمع احد الى رسائلنا المتكررة.
أعتقد انه لاتزال توجد فرصة للبدا فورا بالتوعية الصحية الصحيحة على مدار الساعة وترتيب وضع المستشفيات والكوادر الطبية وتوفير أدوات الحماية الشخصية (PPE) (اكرر...وليس فرق التدخل السريع) لإستقبال الحالات. أثق بشباب وشابات اليمن وحبهم لذويهم أولا تم لوطنهم (المقصر في حقهم لأسباب يعلمها الجميع) وأنهم لن يتقبلوا رسائل التوعيه ويلتزموا بها فقط بل سيقومون بالمساعدة بنشرها.
في اعتقادي من خلال عملي وملاحظاتي اليومية في التعامل مع مرضى الكوفيد19، يمكن تقسيمهم الى ثلاث فئات سيواجها الزملاء من الكادر الصحي في اليمن؛
اولا: مرضى يعانون من الأعراض الاتية -ارتفاع الحرارة(99%) -الكحةالجديدة (59%) -ضيق تنفس بسيط (31%) -الإرهاق والتعب(70%) -الام الجسم (35%) -وأضافة دراسة مؤخرا فقدان حاسة الشم أ وو الطعم (70%) وان هؤلاء في معظم الحالات لديهم قابلية عالية لأن يشفون تماما من المرض.
هذه الفئة ستكون أكثر من 80% من نسبة الحالات. يجب التأكيد على هؤلاء من خلال التوعية الصحية (اكرر لا تحتاج إلى ميزانية والدولة مقصرة في هذا الجانب) بعزل أنفسهم من ذويهم قدر المستطاع في منازلهم.. لا يمكن وضعهم جميعا في حجر صحي. لازلت لا أريد توجيه أي انتقادات للجنة الطوارئ وبيانها، رقم واحد، في 1 مايو.
ثانيا: مرضى بأعراض ضيق تنفس متوسطة مع تشبع أوكسيجين(o2 saturation) حول 94% ويمكن تقسيمهم الى مجموعتين:
أ)مرضى يستطيعون الأعتماد على أنفسهم في التنفس ويمكن إعطائهم مضاد حيوي وعزل أنفسهم في المنزل.
ب) مرضى لا يستطيعون الأعتماد على أنفسهم في التنفس من دون الأوكسجين. وهؤلاء اذا لم يوفر لهم الأوكسجين والمتابعة الطبية مثل إعطاء المضادات والمحاليل يمكن أن تتدهور حالتهم الى العينة التالية
ثالثا: الحالات الحرجة وهذه عادة تبدأ بالظهور في اليوم الثامن الى اليوم الرابع عشر من العدوى وستكون نسبة تشبع الأوكسجين اقل من 92% مع أعراض النيومونيا(ARDS) الواضحة في أشعة الصدر وفشل كلوي في معظم الأحيان (Acute Renal failure) ويحتاجون إلى العناية المركزة. للأسف معظم هؤلاء لن نستطيع توفير هذه العناية لهم في اليمن وسيتولاهم الله برحمته انشالله. فالأحصائيات المتوفرة حاليا في الدول الأوروبية تشير إلى أن 30% فقط من مرضى العناية المركزة يتمكنون من الشفاء والمغادرة لمنازلهم.
لا تزال الدراسات غير وافية على فعالية مضاد الملاريا (Hydroxychloroquine) او المضاد الحيوي azithromycin. كنت اتمنى من الرئاسة التواصل مع الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية للاستفادة من التجارب التي تجري على المرضى في الأردن وايضا لطلب مد اليمن بمعونة طبية عاجلة (تمنينا أن يكون سفيرنا المحترم في عمان او وزراء حكومتنا الموقرة ،المقيمة في الرياض، قد التقطوا ماصرح به الملك عبدالله مؤخرا لقنوات امريكية).
اتمنى من الرئاسة او الحكومة او لجنة الطوارئ توضيح الإستراتيجية التي ستتبع لمواجهة الوباء، وتوضيح أعداد المرضى الذين تم فحصهم حتى الأن وكم عدد أجهزة اختبار كوفيد19 (testing kit) المتوفرة لدينا وكيف سيتم توفير أدوات الوقاية الشخصية للزملاء في الكادر الصحي.