من المعروف والمتعارف عليه لدى جميع أبناء شعبنا الجنوبي الكبير قبل الصغير والجاهل قبل المتعلم بأن (فاقد الشيء لا يعطيه) وهذه حقيقة مسلم بها ولا يستطيع أن ينكرها إلا من يعيشون في واقع احلام اليقظة الافتراضي في عالم الخيال بعيدا عن عيش الواقع بواقعية كما هو بتحسين وتطوير ايجابياته ومعالجة سلبياته والعمل على تجاوزها في الحاضر والمستقبل .. لكننا للاسف لم ندرك بعد بأن نكبات ومعاناة أبناء شعب الجنوب (السياسية) و (الاقتصادية) و (الاجتماعية) منذ الاستقلال الاول حتى يومنا الراهن هي بسبب الشطحات و فرد العضلات على بعضنا البعض بالقفز السياسي على الواقع حتى بلغت ذروة (المزايدة الاشتراكية) على مؤسسها في الحقب الماضية من قبل الرفاق بإضافة لما قاله (لينين) .. وفي الحقيقة أن مشكلتنا الجوهرية نحن كجنوبيين بأننا إذا تأطرنا في تيار أو تحالفنا مع حليف خارجي نفصل الريوس ونمشي معه قدام قدام حتى ينتهي وننتهي معه، دون أن نجعل لأنفسنا خط رجعة في الحياة السياسية بفن ( أنا أقف حيث تقف مصالح شعبي الوطنية ) على قاعدة ( قد يكون عدو الأمس صديق البوم وقد يكون صديق اليوم عدو الغد) ، لكن ما نشاهده في واقعنا اليوم هو وقوف حيث تقف المصالح الذاتية والشخصية وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نعترف بها ، ومن لا يعترف بالخطأ لن يتجاوزه بل يستمر في تكراره .. ومن هذا المنطلق يتحتم على إخوتنا في الانتقالي أن يتحلوا بالشجاعة ويكونوا صادقين مع أنفسهم قبل أن يكذبون من غيرهم , ويعترفون بأن من يفتقد للإدارة الذاتية في إطار تكوينه التنظيمي لا يستطيع أن يعطي تلك الإدارة على مستوى الوطن الجنوبي ، فبالله عليكم كيف تريدون منا أن نصدق بالعقل وليس بالعواطف بأن لديكم القدرة على تنفيذ الادارة الذاتية وأنتم أنفسكم فاقدين المقدرة على تنفيذها بين مستويات التقسيمات الداخلية لمجلسكم الانتقالي الموقر كما يقال في المثل الانجليزي بأن البراميل الفارغة عندما تتدحرج تحدث ضجيج وقربعة على الفاضي .. إذن عن أي إدارة ذاتية تتحدثون فإذا كانت تقسيمات مكونكم تتألف من (جمعية وطنية) وهي أعلى سلطة تشريعية مشرعة ومن (هيئة رئاسة) بمثابة سلطة سياسية ومن (أمانة عامة) بمثابة سلطة تنفيذية و(هيئات محلية في المحافظات) ولم نسمع أو نشاهد منذ تأسيس مجلسكم إلا إصدار قرارات مركزية بتعيين هيئات المديريات دون أن تمنحوا رؤوساء المحافظات اي إدارة ذاتية حتى في تعيين هيئات مديرياتهم .. من هنا نود أن تعطونا إجراء إداري واحد عن العمل باسلوب الإدارة الذاتية في المجلس الانتقالي ، أليس من المفروض بأن إعلان الإدارة الذاتية يعد قراراً مصيريا ولهذا فإن كنتم تمارسون إدارة ذاتية فعلاً في مستوى تقسيماتكم الداخلية فقد كان من المفترض بأن يرفع مشروع الإدارة الذاتية في جميع وحدات الخدمة العامة في الجنوب من قبل الامانه إلى هيئة رئاسة وبعد إقراره تحيلة للجمعية الوطنية للمصادقة عليه من ثم يصدر به رئيس المجلس المحنط في أبوظبي قرار للعمل به ، أم ان تقسيماتكم الثلاث العليا حالها كحال ( الكونبرس) في أغنية (صبوحة خطبها نصيب) .. فإذا كان رئيس الإدارة الذاتية العليا (بن بريك) رئيس الجمعية التشريعية وليس المفترض أن يكون رئيس الامانه التنفيذية ( لملس) على إعتبار بأنها سلطة المعنية بالادارة في إطار مجلسكم ، فكيف لكم أن تقعنعوا الطبول قبل العقول بأن يكون رئيس السلطة التشريعية المشرعة رئيساً للإدارة ذاتية بتقزيم نفسه بدلاً من أن يكون الزبيدي ولملس مسألتين أمامه وأمام أعضاء وطنيته أصبح هو المسأل أمامهم ، وللأمانة كان الرئيس (هادي) مغشوش فيكم لما عينكم محافظين واليوم أثبتوا لنا كشعب بأنكم بضاعة بايره ونقول لابوظبي بضاعتكم ردت إليكم فأدخلوها مخازن (ضاحي خلفان) لان ما يغتقده (الانتقالي) من ( الادارة الذاتية) في إطاره التنظيمي لن (يعطية) الجنوب !!