كنا في زيارة لمكتب الوكيل عبدون، لعلنا نجده لحل امر مرتبط بالتربية، فوجدنا الابواب موصدة. وعندما سألنا مدير مكتبه ،افادنا بعدم وجوده لانشغالاته الكثيرة، وان مسألة مقابلته فيها صعوبة كبيرة ،وماعلينا الا ان نسجل اسمنا في الكشف ليقوم هو بتحديد موعد المقابلة ان شاء،مع تاكيدة صعوبة ذلك ،لعدم امتلاك الوكيل للوقت الكافي لمقابلة المواطنين ،فهو دا ئما في نزولات وجولات مكوكية دائمة ،على مرافق التربية والتعليم المتناثرة على جغرافية حضرموت الواسعة. وبعدها بايام ، كنا في زيارة للعقار، لمقابلة المدير الجديد القديم بن علي الحاج ،حسب موعد مسبق تم تحديده لنا بيوم يوم الخميس.وصلنا اول مدخل للعقار، فاعترضنا الحارس بكل صرامة، مستفسرا عن وجهتنا فابلغناه بالموعد.بحث في اوراق المواعيد ،فلم يجد اسمنا لديه، كما انه لم يبلغ بالموعد شفويا، فما كان منه إلا أن منعنا من الطلوع،حسب التعليمات الموجهة له من قيادة العقار.حاولنا التواصل مع المدير فكان تلفونه صامتا لم يرد، ابلغنا احد مدراء الدوائر من زملائنا ليشعر المدير بوجودنا عند البوابة، حسب الموعد المسبق فعاد الينا بخفي حنين، فالمدير اعتذر لانشغاله.
غادرنا العقار متوجهين للمحكمة، علنا نجد من يسعفنا في قضيتنا، لانها مرتبطة بالطرفين العقار والقضاء. ولجنا مكتب القاضي هاشم الجفري رئيس محكمة أستئناف حضرموت فوجدنا الأبواب مشرعة، وعشرات المواطنين داخلين وخارجين ،بكل انسيابية وتنظيم ودون محاباة ،فمن حضر اولا يدخل اولا. وتقوم السكرتارية والحراسة بكل تفان وبشاشة وطلاقة وجه، وحرص في عملها لخدمة المواطنين ، وتيسير دخولهم واستكمال اجراءاتهم الارشيفية المطلوبة.
تدخل على القاضي الحبيب، فيباشرك بابتسامة ترحيبية، تتغلغل في كل روحك وعقلك ،ليعطيك الثقة الكاملة لطرح موضوعك ،بكل اريحية ووضوح ودون توتر. يستمع لموضوعك بكل اصغاء حتى تكمله، ثم يعطي توجيهاته المطلوبة بكل وضوح، ودون محاباة، ووفقا للقانون، وبدون لف او دوران ،او تهرب من قول الحقيقة، ودون الخروج عن صرامة وحزم القضاء. وبالرغم من امتلاء صالة القاضي بالمواطنين ،فان الهدوء والنظام يسود الجميع وهيبة القضاء تملأ المكان. كيف لا ... والناس على دين ملوكهم، فمن يحترم عمله ويخدم الناس، بالتاكيد ستحترمه الناس وتبجله وتصغى لقوله.
كثير من القول الطيب والذكر العطر، يمكن ان يقال بحق القاضي الحبيب، على قلوب كل الناس في حضرموت. ولكننا نكتفي بهذا القدر المختصر، من سيرته العطرة ،وعطائه اللا محدود لخدمة شعبه. فمهما قلنا فيه فلن نوفيه حقه.
ترى كم من الابواب المشرعة في حضرموت ،وكم من الابواب الموصدة!!! وأظن ان اغلبها موصدة. فكم نسمع الكثير من شكاوي المواطنين، لعدم تمكنهم من مقابلة المحافظ او الوكيل او مدير الخدمة، او بقية مدراء المرافق الخدمية، المرتبطة بحياة الناس .هذا مايحصل في حضرموت اما على مستوى قيادات الحكومة العائلية والرئاسة، فحدث ولا حرج فكل الابواب ليست موصدة فقط ،بل و مختومة بالشمع الاحمر،ولاتفتح الا للخاصة من الاقارب ،عائليا وحزبيا.
ولكن في نفس الوقت يبرز ايضا التساؤل الثاني ... ترى من تحب الناس وتكره ؟؟؟ومن يبقى ذكرهم عطرا في وجدانهم وعلى السنتهم؟؟؟أأصحاب الاابواب المشرعة ام الموصدة!!! وحتما سيحتل القاضي الجفري مكانته المرموقةو المحبوبة في قلوب الناس ووجدانهم،لان ابوابه مشرعة لكل الناس.حفظ الله قاضينا الحبيب، واعانه المولى في جهودة لخدمة مواطنيه. ولانامت اعين المتكبرين على العامة.