كثيرًا ما تجد من يتشدق بأن للحضارة الإسلامية دورًا كبيرًا في نهضة الحضارة الغربية، وتقدمها الهائل والجبار اليوم.. سواءً من ناحية الطب، أو الكيمياء أو الفيزياء أو الهندسة أو الأدب.. وعند بحثك عن أولئك المسلمين والعرب الذين أثروا في نهضة الحضارة الغربية؛ تُفاجأ بأن جلهم قد اتهموا بالزندقة والإلحاد والمروق من الدين الإسلامي وذلك من خلال كتاباتهم وأفكارهم التي طرحوها آنذاك.. يا للعجب كيف يستخفون بعقولنا، التي بُرمجت على التلقي والتسليم فقط.. فلو سألنا من الذي كفّر ابن سيناء؟ ومن الذي كفّر ابن رشد ونفاه إلى بلاد المغرب ونكل به وأحرق كُتبه؟ علمًا بأن بعد موته تفرق تلاميذه وأصدر المنصور يعقوب مرسومًا بتحريم الاشتغال بالفلسفة.. وابن رشد وابن سيناء غنيان عن التعريف، والجميع يعلم ما قدما للبشرية عامة، وللمسلمين خاصة.. ايضًا عَلموا أن فلسفة المعتزلة متأثرة بالفلسفة اليونانية، وبما أن اليونانيين كفّار كفّروا المعتزلة وكفّروا الفلسفة معها، وكفّروا العقل والإجتهاد.. وكفّر كل من أتى برأي جديد في الفقه، " فما قرره السلف لا يرفضه الخلف " حتى غدا الفكر الإسلامي اليوم يعيش سباتًا عميقًا منذ عصر المتوكل إلى الآن، فهذا يعني سباتًا استمر لثمانية قرون، أُغلق فيها باب الإجتهاد.. *الغزالي كفر ابن سيناء وابن رشد في كتابه " المنقذ من الضلال " وأكد نفس المعلومات ابن كثير في كتابهِ " البداية والنهاية "