في العام 1974بداية شهر سبتمبر، هو العام الذي التحقت فيه بالدراسة بمدرسة القوز، طفل صغير فرحت بأدوات المدرسة كالحقيبة والكراسات وملحقاتها من مستلزمات بسيطه ، وكذا بالملبس الجديد الشميز الأبيض وسروال تتركس قصير . أستيقظت مبكرا" لأستعد للذهاب للمدرسة وأغتسلت على عجل وشربت كوب شاهي ولبست زي المدرسة وأخذت حقيبتي الصغيرة على كتفي وخرجت الى جوار المسجد لإنتظار سيارة الترحيل مع بقية أولاد وبنات القرية ومعي الأخ العزيز أحمد عبدالله مشرف فأنا والأخ أحمد التحقنا في وقت واحد بتلك السنه. أنتظرنا قدوم السيارة وأتذكر إنها سيارة نوع بيكاب أزرق اللون لمحمد سعيد الحييد ، وصلت السيارة وتسابقنا كاطفال للركوب متزاحمين فرحين في غاية المرح والسعادة ، وتحركت السيارة شرقا "بإتجاه قرية القوز موقع المدرسة. وصلنا إلى المدرسة وهنا كانت الصدمة لي كطفل صغير مما شاهدته وهو جمع كبير من التلاميذ باللباس الأبيض يصولون ويجولون في ساحة المدرسة . منظر غريب بالنسبه لي كطفل يعيش في قرية نائية صغيره قليلة السكان وحتى أطفالها بعدد الأصبع. أصبت بالذهول والرعب خائفا" من المشهد. برهة من الوقت وقرع جرس الطابور الصباحي وتسابق التلاميذ نحو الساحه في خطوط مستقيمة كل صف يشكل خط من الخطوط ونحن كأطفال صغار ولأول مرة نأتي للمدرسه أتذكر إن المرحوم السيد سالم الحبشي قام بمهمة ترتيب تلاميذ السنة الأولى وتم الطابور المدرسي والحركات السويديه وتحية العلم . ثم ذهبنا الى الصفوف في خطوط مستقيمة وأتذكر أننا ذهبنا الى المدرسة الشرقية ذات الأربعة فصول ، وفي حجرة الصف جلسنا نفترش الأرض وأول مدرس أقابله في حياتي أمام السبورة هو الأستاذ محمد حسين علي عبادي ورسم بيضه ووضع أشارة جمع ورسم بيضة أخرى ووضع أشارة يساوي ثم رسم بيضتين كنتيجة وحل للمسألة هذا أول موقف مدرسي في حياتي لم أنساه ماحييت وأعتقد إن الأخ مشرف وبعض الزملاء يتذكرونه. تعودنا على جو المدرسة رويدا " رويدا وأذكر أن مربي الصف الأول كان الأستاذ الحبشي رحمه الله وكان يدرسنا جميع المواد وفي الصف الثاني الست خديجه علي حسين من عدن وفي السنة الثالثة أحمد علي بدر من موديه ، هولاء الثلاثه كانوا يدرسونا جميع المواد في المراحل الثلاث الأولى وفي السنة الرابعه الإستاذ صالح محمد عميران أطال الله عمره وأتذكر هديته لي وهي بدلة داخليه زرقاء ودرزن دفاتر وأقلام رصاص بمناسبة حصولي على المركز الأول في الصف الرابع. وفي السنه الخامسة إلى السنه الثامنة تكثفت المواد ودرسونا عدة مدرسين كالأستاذ محمد حسين علي وعبدالله حسين درامه والست ثريا ومحمد الخضر عباد وكولمبس من أبين وحسين النوبي ومحمد عيدروس العنبري والست عيشه محمد ناصر وحسين سليمان شيخ ومهدي الحبشي رحم الله من توفى منهم وأطال الله عمر من هو حي على قيد الحياة. كانت أيام رائعه وعمل وجد وطموح وكانت المدرسه في حينها خلية نحل تتميز بالنشاط والحيوية، وورشة عمل في مختلف النشاطات الرياضية والفكريه كالندوه الأدبيه (الجمعيه) من كل خميس وأركانها هل تعلم ومن أنا وقدح فكر والنشرة الفكاهيه وأفضل من قدمها العم سعيد العلهي حفظه الله، ولا أنسى المعرض السنوي بقسميه العلمي والفني بمايحتويه من مجسمات عن أجزاء الجسم وتجارب علمية في المختبر والديكور والرسومات والمجسمات المصنوعة من الصلصال وكم كان هذا المعرض أنعكاس وثمرة لحصيلة عام دراسي كامل وحافز معنوي لنا ونحن ومن كان له شرف المشاركة فيه وأتذكر ونحن نشرح للزوار وكبار الضيوف ومنهم مسعود غالب وسالم كراد ومزهل وهادي بن ناصر وغيرهم (ألف رحمة عليهم)نشرح لهم، عن مجسمات الجسم في مادة الأحياء أو تجارب مختبريه في الكيمياء وعن تفاعل المواد القلوية والأحماض وغيرها ولأ أنسى المرحوم علي سليمان شيخ رحمه الله كان من أفضل الرسامين ومبدع في رسم الطبيعة وحيواناتها. يالها من أيام ومن الأشياء الطريفه التي أتذكرها حركات الشقلبه التي يتقنها الأخ علي محمدوه شكيوه حيث كان يمشي على يديه ورجليه مقلوبه من بداية البرنده الساحه المدرسيه الى طرفها وننظر له بكل أعجاب ونصفق ونهلل له، كما اني أتذكر أيام المبادرات في جني المحصول بمزرعة القوز ومشاركتنا فيها وتصفية شوارع قرية القوز والرحلات الى أشعاب هديل في الأيام المطيره. ذكريات كثيره ورائعه وجميله وهذا ماهو إلا غيض من فيض لزمن ماضي وجميل أيام الطفولة والمدرسة! بقلم /أبو معاذ/أحمد سالم شيخ العلهي. فرعان/موديه.