فضيع جهل مايجري وافضع منه ان تدري .. لا اكتب ما اكتب تحيزا لاحد ولا اتهم ولا اذم فئة على حساب اخرى . بل انني لم اشخصن العموم ولم احمل الكل كفل الفرد ، سأستجيب لموازين المنطق ومسلمات الفطرة السليمة ، فمن بين هاتين تتمخض الشفافية وتتصدر الحقيقة منابر الموقف، ان المتامل المتجرد عن العاطفة المتمثل للحسابات المحتاط لسؤ العواقب ، بخلاف القابع في سبات الحلم والتطلع الهوائي الطامح بما دون النجوم بقوت الشعارات وعدة الاماني. وشتان بين الاثنين نعم دولتنا على شفا جرف هار وهذا مالا ينكره عاقل او محابي . وهذا يعود لاسباب اخرجتها الضروف من رحم الا ارادة . فقد تداعت علينا النوائب والنكبات واكتضت الدولة بطرائق غددا من المحن . حتى كدنا نقترن بذيل من المكر والكيد بعمق الدسائس. تسارعت علينا الهاويات واستعد الهلاك ليباشر مطلبه بأيدي تجار الذمم. غير ان هذا الزج المتفرع لم يثننا ، وظلت الدولة ترمم ثلمات الغضون في ظل هذه الاحداث ، بيد انها كانت تمشي بخطى بخطى بطيئ زاحفة ، والاسيما حجم الضرر الذي لحق بالدولة خلال العقد الماضي ، وهو الامر الذي ليس بالسهل ولا بالهين، فالهدم غير البناء فنابنا مانابنا من ضيق العيش وتدهور الاوضاع وشحة الخدمات من ابسط مقومات الحياة . ثم يجيئ مكون سياسي ليشق الصف وينتزع الوهم من جوف الحقايق ، ليبدأ بوادر دولة جديدة لاملامح لها ولا استراتيجية تكتنفها ولا اعتراف دولي .والمعضلة اساسها جرف هار ، حسب زعمهم .. جاء هذا المكون لينتزع دولة بصراع الاخوة وهشيم الاحتضار . جاء ليصور لنا لون الدم اضحية ونزيف الاورده اغنية بدوات تخوين الاخوة ولحن التعصب .. وكما قال الشاعر : واذا انتصرت على اخيك فما انتصرت على احد جاءوا ليقول ان الدولة لن تقوم لها قائمة، ولن ترى النور او تشرق لها شمس . سبحان الله ( أهم يملكون رحمة ربي ) اخبرونا اذن ياكهان المعبد او ملائكة الرحمة ، طمئنونا ، اجعلوا من قناعتنا طينا وشكلونا ، فان كانت دولة قأئمة باصولها ومؤسساتها وتحت البند السابع واغنى دول العالم تحتويها . عجزت ان تقوم او تكون ذات قرارا وسيادة ، وهياكل وموازنات وحدود مرسمة ، لازالت في تخبط وانحسار عن المسار وتباطئ بالوقوف . اخبروني ان كنتم تملكون عصا موسى او قدرة سليمان حتى تلين لكم الضروف، وتعبد لكم العقبات والعثرات ، وتطوى لكم المسافات والله ان مثلكم كمثل من يخلع انفه بيديه ، ويسكب سمه بشرابه ليختبر الاقدار.. فانكم تعلمون ان الله حكم ونادى في كتابه اولي الالباب والي النهى والي العقول ونبينا يقول : (الجماعة رحمة, والفرقة عذاب)) وانتم تريدون الفرقه في ظل هذه الاوضاع ، فان هذه الاوضاع بصرف النظر عن الحقوق وعن التفاصيل وحيثيات القضية فانه يتحتم علينا الواجب الانساني والاخلاقي والرجولى ومسلمات الجسد الواحد ان لانتخلى او نتنصل، ناهيك عن الخروج عن والجماعة فهذه وبالها ادهى وامر . فرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((يد الله على الجماعة, فإذا شذَّ الشاذ منهم اختطفته الشياطين كما يختطف الشاة ذئب الغنم)) فانها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .