التآمر مكر سيء، ومايحيك المكر السيء الابأهله، هكذا جبل الرفاق على التآمر ضد بعضهم البعض منذ الاستقلال عام 1967، بداية بالرئيس قحطان الشعبي الذي عزل عن الرئاسة بانقلاب عام 1969 مرورا بالرئيس سالم ربيع علي ( سالمين) الذي قتل يوم26 6/1978 في مؤامرة خسيسة وغادرة من قبل الرفاق بالمكتب السياسي واللجنة المركزية للتنظيم السياسي الجبهة القومية وصولا للطامث الكبرى بأحداث يناير عام 1986 وهنا انهار النظام وقواته المسلحة فأصبحت فريسة للصائدين. نحتفل اليوم بذكرى استشهاده، وقد راح ضحية مؤامرة خسة غادرة دبرتها المخابرات السوفيتية بامر من القيادة السياسية لحكومة موسكو وموافقة ومباركة ومشاركة ثلة من اعضاء الحزب الاشتراكي بما يسمى جناح (فتاح) الجناح الماركسي المتطرف في الحزب الاشتراكي
حكاية اغنية
(الحب فيه المذلة والعفو عين الصواب)..للشاعر الكبير حسين ابوبكر المحضار..كتبها بعد الاحداث الدامية التي شهدتها ج.ي.د.ش. والتي راح ضحيتها الرئيس..سالمن..
سالمين رئيس ج.ي.د.ش وابراهيم الحمدي رئيس ج.ع.ي. من الشخصيات الوطنية التي تولت مناصب الرئاسة في اليمن شماله وجنوبه، وكانا ينسقان للوحدة بصدق ووطنية وعاطفة صادقة الا ان المشوار شاق وطويل والمعطلين والمعرقلين كثر داخلياً واقليمياً ودولياً..كانت نواياهم حسنة وصادقة لتحقيق وحدة الشطرين بعيدين عن المزايدات بشتى اشكالها وانواعها..اعداء الوحدة كانوا يتربصون بهذا الحلم ويضعون له العراقيل هذا من هنا وهذا من هناك..فبدأت خيوط المؤامرات تنسج وتطبخ على نار دافئة..المخابرات الفرنسية وبعض الدول العربية تولت القضاء على الرئيس ابراهيم الحمدي والمخابرات السوفيتية تبنت القضاء على سالمين..لماذا لان سالمين بدأ يتمرد على القيادة السوفيتية بعد ان لحظ الفشل الذريع الذي مني به التنظيم السياسي للجبهة القومية وخاصةً ان هذه الاحداث قبل قيام الحزب الاشتراكي الذي كان يعارض قيامه سالمين..فلا ملجأ لسالمين الا ان يقوى ويشد علاقته بالحمدي الذي هو بدوره كان يفكر بالتخلص من المشايخ وزعماء القبائل والمتنفدين المرتبطين بالعمالة بالخارج والمعرقلين للتنمية والرقي والتحرر للشارع اليمني الناهبين خيراته وثرواته.. ففي 11 --10--1977م.. تم التخلص من القائد ابراهيم الحمدي بالقصة المشهورة..بقصة النساء الفرنسيات،، وفي 26--6---1978-- م تم التخلص من القائد الجنوبي سالمين بقصة الشنطة الملغومة والتي قضت كذلك في الحال بالمبعوث الجنوبي والرئيس الغشمي..والتي ادت في النهاية بتصفية الرئيس سالمين من قبل رفاق السلاح. الشاعر حسين ابوبكر المحضار كان مصاحباً للوقائع ومتابعاً للاحداث وشاهداً عليها، اختزل هذه المشاهد كلها وبتصوير دقيق للمشاهد قال رائعته الشهيرة المشهورة، (بدار بصعر) وهي قصيدة ذات طابع اجتماعي وعاطفي وسياسي..والمحضار كما هو معروف خير قارئ لعقل الجماهير يكتب الشعر حسب الطلب وفقاً والاحداث في البلد وعليه فقد قال هذه الرائعة بقوله عزات ياراس عالي بايخفضونك والنور لي هو يلألي من فوقك اليوم غاب الحب في المذلة والعفو عين الصواب
تمشي لمه عابهامك فتح عيونك لاتحسبه ماء امامك قدامك الا سراب الحب فيه المذلة والعفو عين الصواب
ياحصن مول البناقل محلى ركونك خيفان بعد الزوامل ينعق عليك الغراب الحب فيه.. الخ.
لي خربوا دار بصعر بايخربونك خذ عشر خذ خمس تعشر لابد لك من خراب الحب فيه الخ.
محد من الناس راضي والله بهونك ولاحكم قط قاضي الا فتن او سباب الحب فيه.. الخ.
وتخبر الناس مره بايخبرونك ان البلاء والمضرة جاء من وراء الحجاب الحب فيه المذله والعفو عين الصواب