يُقال بأن رضيعاً وجدوه عند مكب النفايات ، تبناهُ أحدهم ورباهُ في بيته في بحبوحةٍ من العيش والترف ، وجعل له إسماً وفضلهُ على جميع أولاده حتى كبر وشبا عن الطوق وأصبح فتاً يانعاً ... عَرف الشاب بعد ذلك بأنه مجرد لقيط وليس إبناً حقيقياً للأسرة .. فأنقلب على أبيه الذي رباه وتبناه وكآل له المزيد من التُهم والشتائم بذريعة أنه خدعه وغشه وحجب عنه الحقيقة طيلة كل هذه السنوات الماضية ...... ماذا نقول لهذا الشاب الجاحد وناكر المعروف ؟؟ أعتقد بأن حزب الإصلاح الكبير يشبه هذا الشاب الذي تنكر للمعروف لعفاش الذي رباه وكبره بعد أن كان مجرد حركة صغيرة تجتمع في السر وفي حلقات مُظلمة .. ماذا لو أن هذا الحزب الكبير وضع يده مع حزب المؤتمر إبان ثورات الربيع العربي وعملا على إخراج الوطن من هذا المنزلق الخطير ...... لو إن الإصلاح فقط رد الجميل ووقف مع عفاش لكان الوطن الآن بخير وتجاوز هذه المِحنة مثلما تجاوزها إبان حرب الإنفصال ...... حزب الإصلاح أين كان ؟ وأين هو الآن ؟ هل الحزب خرج مستفيداً من ذلك الربيع الأحمر ؟ الذي كان هو أحد مُسبباته الرئيسية . هذه أسئلة يتهرب من إجابتها كل عضو ينتمي لهذا الحزب الكبير ، فهي إجابات مُرعبة ولا تقبل القسمة على إثنين ..... اليوم تتعرض كوادر و قيادات الإصلاح في الجنوب للإغتيلات كل يوم ، ولم يحرك هذا الحزب ساكناً بل لم يعد بإستطاعته حماية أفراده تجاه هذه الجريمة النكراء التي لربما تستنكرها الملائكة في السماء و المؤمنين في الأرض ... هل تعرض قيادي واحد للإغتيال أيام حكم عفاش ؟؟ هل أحرق مقر واحد للحزب ؟ هل أغُلقت لهم صحيفة أو قناة ؟؟ حينما قُتل جار الله عمر في إجتماعكم السنوي أقمتم الدنيا ولم تقعدوا رغم كونه كان حادثاً إرهابياً من رجل متطرف إرهابي كفر الرجل وستحل دمه ..... الإصلاح الذي نادى بالديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة ..... هل بدل يوماً قيادته المُسنة بدماء شابة من قواعد الحزب ؟ أم إنها مازالت على هرم القرار حتى يومنا هذا منذُ ظهور الحزب للعلن ؟! إخواني في الإصلاح .... أنتم اليوم أمام إختبار شديد فقد وضعتم أنفسكم بين كماشة الحوثي والتحالف ؟ فأما البحر فتغرقوا وأما البر فتهلكوا بعد أن صرتم دون راحلة ولا مركب ..... حاسبوا أنفسكم وكونوا شجعاناً لتقولوا لتلك القيادات الهرمة في أعلى مراكز القرار للحزب أخطأتم الحِسبة .... الجميع ينظر لكم بأنكم العدو الثاني بعد الحوثيين والدور قادم عليكم بقوة .... وما تأخر الحسم في تعز وفي كثير من الجبهات إلا بسببكم ، الخوف بأن تكونوا أنتم البديل لذلك كان من الأحرى أن تحلوا هذا الحزب الذي هو مسمار جحا في خاصرة الوطن ...... والإ سوف تقولوا بعد ذلك أُكلتُ يوم أُوكل الثور الأبيض .