طبيعي كما لأحظنا بعد فترة مخاض طويلة تعمق فيها العداء و المناكفات ستستمر أطراف الأزمة بالتشكيك كل بالأخر و سيتفاخر كل منهم بأنه قد حقق إنجاز كبير في هذا الإتفاق و سيحاول كل طرف من الأطراف تصوير تعيين الأخ لملس بأنه إنتصار لطرفه.. و هنا ياتي دور زعماء كل طرف و جديتهم فأما و إن الأمور ستنفرج و تتلاشى و تذوب معها كل الخلافات..
الأمر الذي سيساعد على ترميم جسور الثقة بين الناس جميعاً...
أو أنهم يستمرون في تغذية العداء و يدفعون بالأمور إلى إنفجار حتمي سيلتهم الجميع بكل شراهة..
أعتقد فيما يشبه الجزم أن كل مواطن شريف يتمنى أن لا يقع لملس نفسه في دوامة المناكفات،
بل عليه أن يفرغ نفسه تماماً و يكون على مستوى القسم الذي أداه امام الله قبل الرئيس هادي فيركز على و ظيفته ومتطلبات وظيفة المحافظ..
عليه أن يضع نصب عينيه مهمة واحدة يتطلبها منصبة و هي إنتشال الحبيبة عدن من وضعها المزري و وضعها في المكأن الذي تستحقه هنالك حيث القمة..
ولتحقيق ذلك يجب أن يمتلك المحافظ خطط واضحة و إمكانيات مالية موضوعة في قفص حديدي بعيد عن إيادي الفاسدين..
و بالضرورة لتحقيق النجاح المسالة تحتاج اولاً إستعانة بأولاد عدن المتخصصين و المخلصين الذين يتسمون بالنزاهة لدراسة و وضع نقاط واضحة لكل المتاعب و الإرهاصات التي تعاني منها الحبيبة عدن..
ثأنياً وضع خطة لمصفوفة عمل و حلول لكل مشكلة بتشكيل فرق متخصصة تعمل بشكل متوازي لوضع حلول ناجعة..
الكهرباء و الغاز و المحروقات و الماء هي مطالب أساسية و أولوية قصوى بل هي حق واجب من حقوق الناس في الحصول عليه بدون مَنْ و تنكيد و لا تعذيب و لا وعود كاذبة..
فلن يصلح شأن و لن تكسبوا ثقة الناس إلا بحل جذري لها..
و لن تستطيع فرض قوة الدولة إلا
بتفعيل أذرعتها الضاربة و القوية البعيدة عن المحاباة و المجاملات وهي القضاء و الأمن و فتح مراكز الشرطة في كل مربع سكني.
و هنا يجب بالتزامن تفعيل شرطة عسكرية و التصدي للعابثين بهذه المؤسسات و تنقيتها من البلاطجة المتغلغلين فيها و الذين يستغلون مناصبهم في إبتزاز الناس بمختلف شرائحهم..
و وظيفة اخرى مهمة للشرطة العسكرية و هي منع التجول بالأطقم العسكرية و الجماعات المسلحة التي تنشر الخوف و تخلط الأمر بالنسبة للمواطن..
و السيطرة على تلك النقاط الكثيرة التي لاتعرف أهي تابعة للدولة او قطاع طرق..
فيحتار المواطن هل يمتثل لهم بالتوقف او يفر بجلده حتى لايسلبوه مايملك إن كان محظوظاً و نجأ بحياته..
ذلك أمر مستفحل و لن يتغلب عليه إلا بقوة النظام و فتح اقسام الشرطة و تفعيل الدوريات..
تفعيل هيئة مكافحة فساد جادة و غير فاسدة للنزول إلى المواقع الإيرادية وضبط وتنظيم و ضمان وصول الأموال إلى البنك المركزي..
إعادة تأهيل الشباب و الجيل القادم لإنقاذ كثير منهم سقطوا في مستنقع تعاطي القات و الشمة و الحبوب المخدرة و الحشيش و غيرها..
وإستعادة نشر القييم الإنسانية و السلوكيات الإخلاقية التي تشوهت كثيرا في السنوات الخمس الأخيرة
الإهتمام بالمدارس الحكومية و تدريب الكادر التدريسي و إن تطلب الامر إستجلاب مدرسين من الوطن العربي..
محاربة الغش الذي تفشى بين صفوف الطلاب حتى اصبح ظاهرة معتادة..
إصلاح الطرقات و إنشاء جسور في الجولات مثل كالتكس و الغزل و القاهرة السيلة و في المعلا و كريتر و التواهي و القلوعة و غيرها حسب الحاجة..
إعادة إعمار الفنادق و المباني التي تضررت من الحرب..
معالجة الخلل في ملفات الجرحى و أسر الشهداء..
التصدي لإرتفاع الأسعار و التلاعب بالعملة و إنهيار الريال...
هنالك الكثير من المهام التي لن تتيح الفرصة لمن يتقلد منصب المحافظ بالإسترخاء و تضييع الوقت إن كان صادقاً او الإنشغال بأمور اخرى..