الأن يتجول في جسدي مخزونٍ هائلٍ من الطاقة والمعنويات العالية,أشعر أنني أمتلك سرعة فائقة كالفرس لا لست كالفرس بل كالريح والضوء,أرغب أن ألفُ هذه الكرة الأرضية, سأقلعُ من مكاني بعد أن أودعُ الحبيبة بِقُبلة والوالدة بِعشر وطِفلي الذي يعيش في عالم مُظلم بِهمسة على هيئة جُملة 'سأعود سأعود لا تقلق يا صغيري, لأنني أشكُ بأن هذه الأرض ليست كروية, أود أن أكون حديث الناس في الشاشات والصُحف والمجلات وعبر شفاة الفاتنات عند إنتهائي من لَف هذا الكوكب وأخرجُ بِقانونٍ يثبت بأن الأرض مَقوسة . سأبدأ الرحلة فالوقت ضيقٍ كتنهيدة والحياة أقصر من زفرة وشهقة ولعنة وصوت كمنجة وأنا لا أريد أن يختفي وميض عينيَ قبل أن أقوم بشيء يجعل الكثير يحتفون باسمي ومغامراتي, أنا شاب لدي أُمنيات غزيرة كعدد قطرات المطر اللواتي يهطلن من سحابة صيفٍ ذات يومٍ كانت ممتلئة بالحرارة وبُخار البِحار, يسكنني الشغف حد الثمالة وحُب المغامرات والتجول منذُ أول لحظة ونبضة وفجيعة.! سأعبرُ الجِبال ليلاً دون إتريك وشمعة وبدون لمبة فقط سأطحب معي ثلاثة فلاشات ممتلئة بالقرأن والأغنيات والأحاديث القُدسية, سأطوفُ الصحاري والسهول مع أصدقائي المطربون الذين يصدحون بالأغنيات وحين يأتي الليل سأودعُ الموسيقى بِغمزة وأفتح صدري للضوء وآيات القرأن حتى طلوع بياض الفرح وسأبتسمُ للشمس وللأشعة . لن أترك دولة ولا حارة ولا زُقاق,سأضع بصماتي في كل منزلٍ وبيتٍ وسألتقط السيلفي جوار الأبراج وناطحات السحاب صورة صورة سأبصقُ في وجه التطبيع والتفاهات واللعنات والبترول والمراقص وقوارير النبيذ وأجساد الراقصات والحرب بصقة بصقة ثم أواصل الرحلة للبحث عن نقودٍ نظيفة لا مُتسخة بقذارة الساسة, ورق عذراء سقطت إلى الأرض في ثمة غفلة,ورق من الدولارات تظهر عليها صورة شيبة وحين أراها نائمة حزينة وسط فِراش التُراب تنتظر الإنقاذ سأحتضنها بِكل قوة وسأتخلى عن فِكرة مواصلة الرحلة ولن تهمني الأرض إن كانت كروية أو مسطحة أو حلزونية . سأقومُ بحمل النقود على ظهري وسأصدحُ بالأحاديث القدسية من فَمي كي تحميني من كل عينٍ قاتلة , سأقتربُ رويدا رويدا من منزلي وحين أصلُ الباب سأطرقه بِكل قوة وسأصرخ هأنذا ودعت الفقر وأصبحت غنيا في ظرف ساعات يا حبيبة فوداعا للخيبات ونظرة الجيران الساذجة يا امرأة , لا لستُ لصاً فأنا نقيا كسفيان الذي أعاد الأمانة . نقيا لأني أعلمُ بأن الورق أتت هدية من عند الله لا تتبع بشراً ولا محل صِرافة والدليل عندما طلبت نقودٍ عذراء وهذا الطلب طَرق السموات على هيئة دعوة فأستجاب الرب سريعا وأسقط ورق النقود من السماء السابعة,سأمكث في منزلي مائة ساعة ثم أوزعُها للفقراء واليتامى وكل أرملة وبعد هذا سأقول للرب هاك روحي هاك قلبي وأجزائي خذني الأن الى الجنة هأنذا قد تركت في هذا الكوكب مائة بصمة وبصمة.