بينما الغفلة خيمت على العقول وطغى الطمع علينا ومالت انفسنا خلف المال وتجردت ارواحنا من فعل الخير واقلعت قلوبنا عن 2دمان الكتابة والقراءة وكسفت شمس العلم بين اضلاعنا وخسف نور قمر علمنا بين احشائنا ، اشرقت وانارت وتبلورت وسمت جميع مصطلحات الجهل للأسف في اعين ابنائنا . اليوم وبعد مرور عام كامل وحافلاً بالاوجاع والاهات والدمار ، في زمن علت اصوات الاشباح وطغى ظلام الجهل وخيم في جميع المعمورة ، مازالت مدارسنا تكتسي ابوابها بالاقفال المتصدية في جوانبها ، وعلى جوانب هذه المدارس اشجار تلعب الريح باغصانِها خالية من اوراق الربيع التي كانت تزينها ، ارى مدارس ابنائنا وهي خالية من ابنائنا خاوية على عروشها وقد غطى السكون على ربوعها وانتثرت الاتربة على رفوف مكاتبها وقطّعت الفئران ماتبقى من الكتب العلمية التي كانت تُزين حقائب اطفالنا. بعد أن كانوا اطفالنا اطفال اليوم وبعد مرور عام كبروا الاطفال واصبحوا لا يُريدون تلك المدارس ولا يحبون العودة إليها لانهم قد ذهبوا 2لى مدارس اخرى عوضتهم عن تلك المدارس والصروح العلمية ، وجدوا من يهتم بهم ويعلمهم مجاناً دون ضرب او توبيخ ، وجدوا العالم الذي يهتم بهم في الظاهر وهم لا يعلمون أن هناك ابتسامة خبيثة خلف من يعلمهم الحشيش وشرب السجائر وتعاطي الحبوب. نعم يا سادة لم يعد القات وفقط الغاية في تخريب ابنائنا ، بل الحشيش وبكل انواعه اليوم يتعاطونه. ألم يسال كل واحداً منا لماذا ذهبوا ابنائنا إلى تلك المحافل والمجالس وتعاطوا ما يتعاطاه المحششين والمجرمين وغيرهم من هم عالة على مجتمعاتهم، الاسباب واضحة وكلها تعود إلى الإهمال ، فالأب والام اهملوا ابنائهم بعد الإهمال الكبير من مربين الاجيال الذين نفتخر بهم في كل زمان ومكان ، لقد ارتكبوا جريمة الحرمان وحرموا ابنائنا العلم والتعليم وتركوهم بين متعاطين الحشيش يلهون بهم ويتمتعون بالنظر إليهم وهم في الغفلة لا علم ولا دين ولا هدف ولا حياة. أيُها المعلمون لا تلوموننا إن جعلنا كل اللوم عليكم فأنتم الركيزة التي نتكى عليها في تعليم ابنائنا وكلنا أمل فيكم وفي جهودكم التي تبذلونها ولا احد ينكر ما بذلتموه من الجهود الجبارة في تعليم اجيال قد خرجت على اياديكم الشريفة ، ولكن قد قتل الطمع داخلكم كل جميل ولم نعد نرى تلك الرغبة فيكم للعلم والتعليم ، بعتم كل ما قدسه العلم مقابل رغبات انفسكم وطمعكم في اموال الدنيا . اعذروني فكلي حرقة وقلبي يتفطر على ابنائنا وانا اراهم وبعيني وهم يتعاطون الحشيش ويتصكعون في الطرقات بدون حسيب ولا رقيب. اخيراً نقول عودوا أيُها الشرفاء ، عودوا وسطروا ما قد سطرتموه من قبل ، كي يعود ابنائنا إلى صروحهم وتحيا المدارس باصواتهم ويعود ربيع العلم ونوره في وجوهكم الطاهرة التي كانت تكتسي ذلك النور ، لا تعودوا إلى الإضراب واتركوا الطمع وشانه ، فإن أنتم أضربتم فمدارس المحششين لم تعلن الإضراب.!