في عام 1990م اتفق الرئيس علي سالم البيض والرئيس السابق علي عبدالله صالح ووقعوا وثيقة الوحدة بين دولة الجنوب والشمال ومن ذلك اليوم إلى عام 1994م عندما لمس الجنوبيين الخطر القادم من الشمال وان هناك مؤامرة تحاك خلف الكواليس ضدهم أعلنوا حينها بعدم الاعتراف بالوثيقة التي وقعت في عام 1990م وبهذا كان النظام في الشمال قد اعد العدة لخوض حرب ضد الجنوب طبعا بعد التنسيق مع دول اقليمية وخارجية واخذ الضوء الاخضر منها ليباشر العدوان على أبناء الجنوب في صيف 94م تحت ذريعة الردة والانفصال فأطلقت الفتاوى التي تدعوا إلى الجهاد ضد الشعب الجنوبي كما وصفتهم تلك الفتاوى بالمرتدين حيث لازالت هذه الفتاوى إلى اليوم ومنها فتاوى القيادي في حزب الإصلاح عبدالوهاب الديلمي الذي كان يشغل حينها منصب وزير العدل آنذاك وكذلك خطابات الشيخ عبدالمجيد الزنداني المحرضة للحرب وإباحة دماء أبناء الجنوب ومع الفتاوى التكفيرية تزامن حملة اعلامية مسعورة تنادي بالحرب وتدق طبولها . فمن الملاحظ أيضا أن الهدف الأساسي من إصدار الفتوى في ذلك الوقت هو شرعنه الحرب ضد أبناء الجنوب والحث على القتال والعنف واستباحة دماء أبناء الشعب الجنوبي .. وفي نفس الوقت اعتبرت الفتوى أن الحرب هي ضد مرتدين عن الإسلام ولذا وجب قتالهم حتى لا يصل إلى صنعاء وينتقل إليها الكفر والشيوعية وبحسب ما جاء في نص الفتوى فإن الجمهورية اليمنية دولة إسلامية يجب الدفاع عنها ولو بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وأن الجنوب ليست بدولة إسلامية فلا بأس في تدميرها ونهبها والسيطرة على مقدراتها وأرتكاب ابشع الجرائم بحق ابنائها .. وبعد ذلك اجتاحت القوات النظامية والقبائل والمجندين والمتطوعين من الوهابيين والسلفيين الجنوب وكانت هذه الحرب بقيادة المجرم علي محسن الأحمر حيث وعد المشاركون في الحرب بالفيد والنهب والغنيمة فالقبائل والمتطوعين فكان نصيبهم نهبت البيوت وممتلكات المواطنين والقيادات العسكرية وقيادات الإصلاح لها المعسكرات والمقرات والفلل والمساحات الكبيرة من الأراضي والمقدرات من الثروة السمكية والنفطية وغيرها .. وفي ذلك الوقت حضا أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر واللواء علي محسن الأحمر وبعض قيادات الإصلاح بنصيب الأسد من الفيد والغنيمة والنهب والسلب في الجنوب فاللواء علي محسن الأحمر استحوذ على مساحة من الأرض في حضرموت تقدر بالهكتار مساحتها اكبر من دولة قطر . وفي المقابل أعطي حزب الإصلاح العمل الواسع في الجنوب عبر المساجد والخطب وبناء المدارس العلمية لكي يهتدي أبناء الجنوب لأنهم كانوا يعتبرونهم مرتدين وضالين وهذا ما حصل فكانت المساجد تعج بالوهابيين والسلفيين من ذلك الوقت إلى اليوم .. ومع الثورة الشعبية تنفس الشعب الجنوبي الصعداء وانخرط في الحراك السلمي للمطالبة بإسقاط النظام الذي استعمرهم ونهب ممتلكاتهم .. فحين التمس الشعب الجنوبي الالتفاف الأمريكي السعودي على الثورة الشعبية استمر في نضاله السلمي وطالب بفك الارتباط كما أن أبناء الجنوب لم يطالبوا بهذا إلا عندما لم يروا أي شيء تغير تجاههم فلغة الحرب لازالت وكذلك الاستعمار لازال موجود في بلادهم ولم ترد الحقوق والممتلكات المسلوبة والمنهوبة إلى أصحابها ولم ترد البيوت والأراضي ولم يقرر لهم نصيب من مقدرات بلادهم البحرية والنفطية فظلوا يتمسكون بخيار فك الارتباط كخيار ينقذهم مما هم فيه من ظلم واستذلال واستعباد .. وكذلك تصريحات الفصيل القبلي لجناح الإصلاح على لسان صادق الأحمر حيث هدد الجنوبيين قبل أشهر في أثناء الثورة الشعبية بالحرب أذا ما انصاعوا لما يريدون فهكذا أصبحت الحرية لدى هؤلاء فمن يطالب بحقه وحريته يلقاء الوعد والوعيد ويصبح في نظرهم انفصالي أو مرتد او متمرد وهذا يأتي في وقت ينتفض فيه الشعب اليمني ضد الظلم والطغيان ويطالب بإسقاطة . وفي الواقع لو نلاحظ تلك الأطراف التي تتحدث عن الوحدة والحفاظ عليها وتتوعد من يطالب بفك الارتباط بشن الحروب عليها هي ليست حريصة على البلد ووحدتة فالواقع هو انهم حريصون على ما نهبوه في الجنوب وعلى مصالحهم الشخصية ولو أدى هذا الى ان يشنوا حرب جديدة وهذا كلة لا يأتي من باب المصلحة والحرص على الوحدة وعلى الشعب الجنوبي أو الشمالي بل تحرص هذه الأطراف على مصالحها وممتلكاتها وشركاتها ومصانعها وحصصها من الثروة البحرية والنفطية فقط . هنا لو كانوا حريصين على وحدة وترابط الشعب اليمني لردوا ما نهبوه من الجنوب والشمال خلال حروبهم الظالمة وكذلك يقدموا الاعتذار الرسمي لأبناء الجنوب والشمال وأن الحرب كانت خطأ وغير مبرره .. وبعد ذلك تجريمها وتقديم قيادات هذه الحروب ومن أطلق الفتاوى واستباح دماء الشعب اليمني إلى المحاكمة لكي ينالوا جزائهم وما اقترفته أياديهم من ظلم وتجبر وارتكاب جرائم حرب وأبادة بحق أبناء الشعب الجنوبي والشمالي ورفض كل الدعوات التي تدعوا إلى الحروب من جديد سواء في الشمال أو في الجنوب .. وبهذا لن يفكر الجنوبيين بفك الارتباط فعندما يروا أن حقوقهم قد عادت وممتلكاتهم وأرضيهم وكذلك قد رفع عن كاهلهم الظلم والاستعباد وردت الحقوق لأصحابها حينها سنرى الجنوبيين هم من سيتمسكون بالوحدة ويتشبثون بها لأنهم لا يريدون سواء هذه الحرية والكرامة وأعادت حقوقهم ونظام عادل لا يفرق بين احد ويكفل حقوق الجميع دونها هي بهرجه إعلامية لا غير . وبالتالي اعتقد ان الحل للقضية الجنوبية ولقضية صعدة وبقية القضايا في الوطن تكمن في اسقاط النظام واسقاط المشاريع الاستعمارية وهذا يتأتى في الاستمرار في الثورة الشعبية فيتحد ابناء الجنوب والشمال في التصعيد الثوري السلمي لما من شأنه اسقاط هذه المنظومة الظالمة .. وهنا سيمضي اليمن نحو مستقبلا زاهر يحقق الامن والاستقرار ويبني دولة مدنية تكفل حقوق وواجبات الجميع دون تمييز عنصري ولا طائفي ولا مناطقي وبهذه الطريقة ستخرج اليمن من براثن المؤامرات الامريكية السعودية .. وسيصبح بلدا مستقلا ذات سيادة وقرار وتبنى المؤسسات العسكرية والاقتصادية وبقية المؤسسات على اسس وطنية تخدم الوطن دون ان يكون ولائها للخارج كما هو الحال اليوم ..