إن ثورة ال26 من سبتمبر الخالدة جاءت لتنقل الشعب من حقبة الظلم والجهل والتخلف والمرض إلي عهد العدل والعلم والصحة والنور والرقي والتقدم. فبعد أن تم القضاء على النظام الإمامي الكهنوتي أشرقت شمس الحرية وانطلقت عجلة البناء والتنمية وتحرك قطار الجمهور حاملاً معه كل المشاريع الحضرية والأهداف والأحلام الوطنية والمبادئ والقيم النبيلة . هذه الثورة السبتمبرية التى ناضل من أجلها الشعب اليمني وضحى بخيرة أبنائه وقياداته والتي كان أحد أهدافها إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني يستمد أنظمته من روح دين الإسلام الحنيف يقترب علينا عيدها ال 58 والمجتمع اليمني مقسم وممزق ويمر في أشد مراحل القتال والعداء والخصام . تقترب هذه الذكرى الخالدة وقيادة الوطن قد تخلت عن مبادئ الدين الاسلامي وعن أهداف النظام الجمهوري وعن النظام والقانون واصبحت تستمد أهم أنظمته وقوانينه وتشريعاته من الشرائع الوضعية وتمارس أحكامها وفقاًً لأوامر المقرات الحزبية هذه الثورة التي هدفت الي تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة نستقبل اليوم عيد ميلادها الثامن والخمسين والوطن على مشارف التفتيت والتشتيت والاقلمة والتقسيم والانفصال. نستقبل عيد ميلادها وحلم الوحدة العربية الشاملة قد تلاشى وتعقد وانكمش الي الحلم ببقاء الوحدة اليمنية ، هذه الثورة المجيدة التي كان أحد أهدافها احترام مواثيق الأممالمتحدة والمنظمات الدولية نستقبل عيدها ال58 والأممالمتحدة نفسها لم تعد تحترم مواثيقها ولا تطبق توصياتها ولا تنفذ قرارات مجلس أمنها ولا تتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي ولا تتراجع عن انحيازها لطرف ضد الأطراف الأخرى..... نستقبل عيدها الوطني ال58 والوطن جريحاً والشعب يتيماً والأرض محروقة والأجواء مجروحه والضمائر مشبوهة والمخططات محبوكة والهوية ممسوخة والدماء مسفوكه ،،،