لن أعيش في وطن براتب تسعه دولار سأشد الرحال برفقة أم الحسين ..رفيقة الحل والترحال ..فأرض الله واسعة… سأرحل من وطني وأنا حزين تصاحبني خيبة الأمل ..اجترح المآس وعيوني تذرف الدموع على فراقك… لم يبقى لنا شي من الامل ..في وطن اصبحنا فيه كالغرباء .. ولقد اصبحت في وطني ..احن إلى تلك ألغربه ..ولياليها الموحشة ..وماظلمني موطني… وماكنت يوما متبرما منه ..فكيف لي ان اشكوا ..لمن احببت ..سأودع حبيبي وطني ..وسأحتمل الم الغربة ..فيخيل ألي ان وطني انتزع من بين براثن يدي ... كل شي جميل انتهى في وطني ..لم نجد ساعة ..في وقت الضيق ..لأغانينا وأنغامنا ... نتذكر بها الآمنا ونستوحي منها أمالنا ..ونمسح بها دموعنا ..لنتذكر أيام الصبا وإلى أيامنا الخوالي… وعجبت لسعي الدهر بيني وبينها فلما انقضى مابيننا سكن الدهر سامحني ياوطني فما اصعب فراقك ..فلاتظن أني كرهتك ..ففديتك وفديت ارضك وسماك… سأرحل منك عنوة وسأعيش فيما تبقى من اراذل العمر ..على الذكريات .. ماذا تبقى لنا في هذا الوطن بعد سبع سنوات عجاف ..لم يشهد لها التاريخ مثيل في وطني الحبيب .. شعبا يحتظر ومتشبث بالحياة ..وبراتب تسعه دولارات ..وهي قيمة لعبة لطفل امر يكي ..أو جبه سندوتشات على منتجعات وضواحي برمنجهام ... اهكذا تمضي دوما امانيا نطوي الحياة وليل الموت يطوينا تمضي بنا سفن الأيام ماخرة بحر الوجود ولانلقي مراسينا .. جلست انا وام الحسين نتأمل أيامنا التي مضت في هذا الوطن… وسقى الله أيام مضت ..وسقى الله نظرة رضى من حبيبي . لقد توصلت إلى مرحلة الانعتاق من اليأس والاحباط ..لحالما اصبحنا نعيش في وطن كالغرباء. ومن ظن انه يعيش في هذا الوطن معزز مكرم ..فعليه أن يذهب إلى اقرب مصحة سلام للمجانين… سامحني ووداعا ياوطني.