منذ لحظات الإعلان عن تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي ، فقد تعرض لحملات مضادة سياسية و إعلامية ، بل و مؤامرات كثيرة، و كانت جميعها ممنهجة و ممولة من أطراف عدة ، داخلية و خارجية.. و على الرغم من كل ذلك و حتى في اصعب الظروف الا ان جبهته ظلت صامدة سياسيا و إعلاميا و عسكريا ، هذا الصمود و الثبات يعود اساسا لوحدة الصف داخل المجلس الإنتقالي و التي لم يستطع احد النيل منها.. كانت السعودية قد لاحظت ميولاً لقيادات نافذة في الشرعية ، نحو الإجندات و المصالح المتطابقة لدول قد تعتبر عدوة للتحالف و أهدافه و سياساته ، و لأن السعودية لا تستطيع التخلي عن الشرعية او إزاحتها بالكامل لإعتبارات أممية عدة ، فقد عمدت إلى إبقاء الشرعية و لو شكلية للتغطية و المشروعية أمام الأممالمتحدة و المنظمات الدولية الحقوقية ، حيث تم إضعافها بتمزيقها و ضغوطاتها السياسية و العسكرية و الإقتصادية و حتى لا تكون لها السيطرة الكاملة و النفوذ في المناطق المحررة. بمثل ذلك و حتى لا ينفرد المجلس الإنتقالي بأية قرارات فيما يخص الجنوب او المفاوضات النهائية ، عمدت السعودية إلى إضعافه عسكرياً و من ثم سياسياً ، فأوقفت دعم الإمارات لقواته ، ثم دعمت حرب الشرعية ضده في شبوه ، و من ثم اجبرته على إتفاق الرياض و فرقت قياداته بين ابوظبي و الرياض و عدن و بالتالي رغم المناورات التي حاول بها المجلس الإنتقالي لفك الوصاية السعودية الا انها جميعها فشلت و بات تحركه محصورا في مربعات محددة و تحت رقابتها.. كما إنها قامت بإذلاله للمطالبة برواتب قواته و دعمها و حصار المناطق التي يسيطر عليها إقتصادياً و خدمياً. لا شك انه خلال تلك الفترة و خلال سياسات السعودية و خطواتها تلك ، كانت الجبهة الإنتقالية تتصدع سياسياً و عسكرياً و إعلامياً لم يظهر للعلن ، لكن عودة المحافظ لملس و تماشيه المطلق مع السياسة السعودية، قد فجرت ذلك الصراع ليظهر على السطح و علنياً. إعتكاف رئيس الجمعية العمومية ، و فرملة تغريدات نائب رئيس المجلس هاني بن بريك ، و التصريحات المسربة ليسران مقطري و تغريدات و منشورات الحنشي و كرامه و شطاره و العبيدي و غيرهم في مقابل تحركات و تصريحات الوفد المفاوض في الرياض و منشورات العولقي و منصور و نزار هيثم و غيرهم .. فكل ذلك يدل على ان هناك صراع بين الصقور الموالين للإمارات و بين الحمائم الذين يتماشون سياسياً و إعلامياً مع الرياض و توجهات السفير السعودي. تعتبر إقالة و معاقبة الإعلامي احمد سعيد كرامه لمجرد منشور ينتقد فيه عمل السعودية لدليل واضح على إتساع الهوة بين الإنتقاليين و ان السعودية تعمل على تأجيج ذلك الصراع وضرب وحدة الصف بينهم ليسهل لها السيطرة على القرار داخله.. بين خطوات و عمل السعودية لإضعاف الشرعية و المجلس الإنتقالي وحدهم الجنوبيين من يخسر و يدفع الثمن... فجباري حر طليق و شلال و الميسري تحت الحصار و الإقامة الجبرية.. ناهيك عن إمثلة أخرى كثيرة وحدهم قاداتنا و شعبنا الجنوبي من يخسر في كل الأحوال.