على غرار ما هو سائد في الأسواق التجارية، من وجود سلع مقلدة أو ذات جودة متدنية، ولها ضريبة تدفع قسرا، منها ما يتمثل في أضرار بالاقتصاد الوطني (تجارة وتجاراً)، أو ما هو أهم من هذا وذاك أن هذه المنتجات قليلة التكلفة، تؤدي إلى أضرار بالغة بالإنسان نفسه وبيئته. كذلك الحال في الحياة السياسية (الأسوق السياسية) توجد منتجات سياسية رخيصة قليلة التكلفة (مستوردة أو مصنعة داخلياً) هدف مستهلكوها، إلى أن تكون قليلة التكلفة لتحاشي دفع ثمن أكبر بخلا أو رفقا، دونما تدبر في عواقب أقتناء هذه المنتجات السياسية الرخيصة (الضريبة). وهذه المنتجات السياسية قليلة التكلفة، حتى وإن كان مستخدمها، يزمع استخدامها لفترة مرحلية محددة المدة، للوصول إلى الهدف المنشود من استخدامها، إلا أن هذا المنتج السياسي المرحلي قليل التكلفة، لابد له من سلبيات (ضريبة) تتفاوت حجما ونوعا من منتج لآخر، سوف يدفعها المستهلك، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تفاديها، ولكن من الممكن التخفيف فقط من هذه الآثار السلبية، وهذا يعتمد فقط على وعي المستهلك، ومدى إدراكه لعواقب استخدام هذا المنتج الرخيص قليل التكلفة. فإن لم يكن هذا المستهلك على علم بسلبيات ذلك المنتج، وما يؤدي إليه من أضرار، فلا شك أن آثار تلك الأضرار سوف تكون كبيرة ومؤلمة، وربما لن يستطيع المستهلكين الاستمرار في تحمل أضرارها لفترة أطول، أو أنه سوف يبحث عن منتج سياسي آخر، وفي كلا الحالين فإن ضرر ذلك المنتج بتار، وربما أنه سيدفع ما يعادل قيمة المنتج السياسي الرديئ وربما أكثر، وعندئذ سوف يندم حين لا ينفع الندم. وقديما قالوا : من استرخص اللحمة خسر المرق. بالمقابل فإن المغالاة والشطط في المنتجات السياسية، والحرص على إقتناء باهض الثمن منها، يجعلها غير ذات جدوى، لارتفاع تكلفتها حتى وإن كانت تتمتع بجودة عالية ومزايا أكثر إذ أن بعض المزايا في هذه المنتجات لن تستخدم، وبالتالي الوقوع في ذات المحذور المزمع تجاوزه، بل وأن هذا المنتج سوف يعرض المستهلك إلى خسائر كبيرة يصعب عليه تحملها، وسوف يقضي عمره وهو مدين يسدد ثمنها وربما أيضا تحمل أبنائه من بعده تسديد جزء من ثمنها، وهذا على فرض تيسر الحصول على ذلك المنتج، إذ في أحيان كثيرة، ما يمني المرء نفسه بمنتجات عالية الجود ولكن لا سبيل للوصل إليها، لعدة عوامل داخلية وخارجية. الخلاصة : ينبغي الموازنة بين المنتجات السياسية، من حيث جودتها وتكلفته وجدواها, وأقربها للواقع والصواب، وأيها أبقى وأدوم، بعيداً عن التشنج والعاطفة، ومن غير إفراط ولا تفريط، وأيها ينبغي أن نحرص عليه، وأيها يترك، وهذا لن يتأتى إلا بانتهاج مبدأ ((سددوا وقاربوا)) ولكن أين من ينتهجه؟.