فقط في سن الثلاثين أدركت الحقيقة القاسية وهي أن علي أن أحيا بلا أحلام سرقوا منا الماضي والحاضر والمستقبل ويكرهون أن يتركوننا نعيش حسبُنا الله في من قال فينا ما ليس فينا وهاذا سنة الحياة نمر بكل مراحلها بكل انفعالاتها بكل طرقها نجرب ونسقط ونحاول ونوقف نبكي ونفرح طبيعي جدا اذا الشجر يغير أوراقه أربع مرات بالسنة و يتشكل ويتلون ويذبل ويزهر فما بالك في أجسادنا وقلوبنا . ثلاثة عقود مرت ترافقني مثل ظلي عشتها ببراءة الاطفال المتلعثمه بمرح الشباب وبوقار الكبار واتزانها ولم يمضي كل الزمن وانا في مكاني ولم تفوتني كل الاماني اقولها بكل لغات العالم لكل من يعزني ولكل من يكرهني جميعكم في عيوني اعزاء اخوه واصدقاء ربطتنا عشرة ومودة خالصة وعطاء لاينتهي وتلك اللحظات الحلوة عشتها بحلوها ومرها ببساطتها ودون تعالي عشتها بفرحها المحدود وحزنها الواسع عشتها بصبحها المشرق وليلها الدافى كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل عليك أن تكون ممتناً لبعض الأصدقاء الذين انهدت جدران أرواحهم ولم يطلبوا من أحد أن يقيمها والممتلئين بأنفسهم حتى الإكتفاء والذين يحبون أن لا يرى الآخرين إلا جانبهم المضيء خشية أن يؤذي عتمتهم أحد والذين لا يبالون بشيء سوى أن تكون بخير . شكرا لكل القلوب والأرواح التي بوجودها نسعدُ ونرتاح .