فعلا كانت ثورة خالدة ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه ولقد حقق تنظيم الجبهة القومية للجنوب الاستقلال التام ومن خلال مسيرة نضالية كبرى وملحمة قتالية عظمى قادها شعب الجنوب الحر والمثقف الأبي الواعي وقد شارك فيها كل فئات وفصائل المجتمع في الجنوب ومن أقصاه إلى أقصاه ولقد صنعوها أبطال وقادة حملوا أرواحهم على اكفة أيديهم وللاسف حكموها اغبياء وانذال واستغلوها حقراء ليس لهم اصول أو عقول كيف من خلالها يحكمون نعم لقد تجسدت ثورة أكتوبر وتعاظمت وكبرت وتوسعت شبكة ومساحة مسيرة نضالها بدماء الشهداء المغاوير من فدائي الجبهة القومية مدرم وعبود واليافعي وفيصل عبد اللطيف وعلي محمد عبد العليم بانافع وكثيرون من الرجال العظماء وغيرهم ممن رفعوا راية المطالب المشروعة في وجه الاستعمار البريطاني ورموز حكمه لعدن والجنوب والاتحاد الفاشل الذي تشكل من العملاء والمستفيدين الذين ثورة زعزعت كيانهم وأرغمته على مغادرة كراسي السلطة بقوة الحديد والنار ومغادرة الاستعمار أراضي الجنوب وهو صاغرا ومقهورا ومدحورا. لكن كانت هناك جيوب العملاء تتحرك في اتجاه إخماد غليان الشعب الجنوبي ووائد نزوة وزخم ثورته وتكالبت القوى التقليدية المتآمرة مع الاستعمار على تدمير البنية الأساسية الثورة وضربها في الصميم. وبرغم اننا كنا نتطلع ونأمل إلى وحدة وتلاحم كل السياسيون الجنوبيون الذي انتزعوا قرار السيادة للجنوب ورفعوا العلم الجنوبي عاليا على سارية الأممالمتحدة ومجلس الأمن وأصبح الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة حرة وابية وأن يكتبوا تاريخ الثوار والثورة بحيادية مطلقة والشفافية مطلقة عالية الجودة. وهنا ثورة 14 اكتوبر لم تنتهي بنهاية الاشخاص لأنها أرست مداميك وثوابت كيفية تستمر مسيرة النضال لما بعد الاستقلال الوطني ووضعت الميثاق الشامل الذي كان يعتبر بمثابة مسودة دستور للجمهورية الجنوبية الفتية ولكن ما أصاب عملية التحرر من منافسات ومماحكات ومؤامرات محلية وإقليمية ودولية أعاق طريق الوصول إلى مصاف الدلة والتقدم نحو بناء الدولة الوطنية الفدرالية الكاملة وحتى بعد تحقيق عملية الاستقلال لقد تكالبت كثير من الوسائط والقوى الظلامية في المنطقة ومن الخارج وحقتت مأرب المؤامرة الكبرى على الجنوب وشعبه وثرواته ومقدراته وارضه وحتى وصلوا بها إلى صنعاء المتعطشة والمتشوقة والمتحينة والمنتظرة لهذه الفرصة العظيمة بفارق من الصبر وبالفعل سلم الجمل بما حمل لعفاش الذي دق مسمار التشتت والتفرقة بين الجنوبيون القدامى والجدد الذي نفتهم الصراعات والأحداث في الجنوب إلى الشمال ومع القوى المتآمرة على الجنوب من رفاق المراحل الغابرة نعم أن ما حل بالجنوب من نكبات وأزمات وتدمير عمل ممنهج وليس عمل اعتباطي ولكنه عمل مخطط له ومدروس بعناية فائقة ومن داخله. لقد كان أكثر حماس عشوائي وغوغائي وخسرنا رجال وقيادات ولحق الجنوب بارضة وكل مكتسباته وها نحن اليوم نغني كل واحد على ليلاه ونعيش مرحلة شتات وتفرقة وعدم وجود قانون ولا نظام وفوضى عارمة لم غرقها عدن منذ عقود ومن التجاوزات من قبل معاول الفساد والبلطجة وذهب الجنوب إلى مزبلة الصراعات المبوىة وأهمها النهب والسرقة ولم يبقى شي لم تصله أيدي الفساد والأفساد ومن هما نسأل الله الرحمة والمغفرة لشهداء ثورة الرابع عشر من أكتوبر القدماء ولشهداء مراحل الصراعات الهوجاء التي لحقت وحتى تأريخه ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والله خير الشاهدين.