إن ما يُدمي القلب ليست رسومات وصور القصد منها النيل من النبي فلا أحد يستطيع النيل منه صلاوات ربي وسلامُه عليه ، وإن من يدعون النيل منه بمجرد رسومات فلا غرابة منهم ، ولماذا الغرابة ونحن نعلم نواياهم بل لماذا الغرابة والرسول صلى الله عليه وسلم اكبر من أن يُنال من امثال هؤلاء. ولكن ما يُدمي القلب حقاً هو ردة الفعل المدوية التي نتائجها إما لاشي أو لاشي ، ردة فعل رجالها مُفسبكون ومُوتسون فحسب وروادها وضحاياها الكثير ممن ليس له علم او عقل يعي به ما يفعل أو بالاصح ما يقول. الغريب جداً أنهم يخبرونك ويتلون على مسامعك قصص ونماذج الذين ضحوا بكل ما يملكون ، بارواحهم واموالهم واهليهم مقابل رفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ، يحدثونك وينسون أنهم لم يقدموا شي إلا مقاطعة منتجات ووضع صور وخلفيات في الفيس بوك والواتس اب وغيرهما من مواقع التواصل الإجتماعي. سيخبرونك عن الكثير من النماذج الخالدة في التضحية والفدئ ، ولكن إن اخبروك قف امامهم واطرح عليهم عدة اسئلة بريئة ، قد ترى وجوههم محمره بل اعدك أنك لن تسمع إلا تمتماتهم وتلعثمهم ، قلهم إن ذلك الكلب الذي وثب على الصليبي الذي سب النبي صلى الله عليه وسلم وقلع زوره في الحال لم ينتظر احد يفك عنه وثاقه لماذا ، بل لماذا لم يتوقف هذا الكلب ويخبر نفسه أن مقاطعة منتجات صليبية كفيلة بأن ترد الاساءة التي وجهها الصليبي لنبي صلى الله عليه وسلم. إن اخبروك عن نماذج من الصحابة كسعد بن معاذ وخباب وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً ، اخبرهم أن هؤلاء قدموا دمائهم وارواحهم ولم يقاطعوا حليب نيدو ومنتجات لا علاقة لها اصلا بالتضحية والفدئ ، اخبرهم بإننا مسلمون فقط في الازمات والواقع خير شاهد على ذلك وإلا لماذا كُنا قبل القضية هذه بايام متعلقين بالغرب ومنتجاتهم وموضاتهم وحتى قصات رؤسهم وملابسهم وكل ما يفعلونه مؤتاثرين به بل مدمنين عليه ، وعندما يضع احدهم رسومات لا تغني ولا تسمن من جوع نقاطع منتجاتهم ، بل منتجات دولة واحدة فقط وكأن اليهود في باقي الدول ستعلن ايضاً مقاطعتها للمنتجات الفرنسية. اخيراً لا تدعوا امثال هؤلاء يسيطرون على افكاركم ومعتقداتكم ، فلوا كان احد الصحابة حاضر بيننا لما رضي أن يقاطع منتجات فحسب ، فلا تكونوا من الذين اذا مال الناس مالوا معهم ولا تكونوا من دواهي شلني با معك اين ما ذهبوا الناس ذهبوا معهم.