عقد اليمنيون مقارنتهم بين الظلم والظلم الآخر ويقررون بعدها من يفضلون..! هكذا يبدأ يومهم وينتهي، ووسط كل بؤسهم لا يملكون إلا دفن رؤوسهم في التراب علهم لا يرون إلا قبح سلطة الضفة الأخرى، يتمتمون بأن حظهم أفضل من غيرهم في نوعية الظلم المسلط على رقابهم ثم يمضون في تدبير أمورهم كأن شيء لم يكن.. بين سلطة مستبدة وبين سلطة هلامية تضيع الإرادة الشعبية، وحتى بعد مرور كل هذه السنوات منذ بدأت الحرب وانقشاع سحابة الزيف من على جميع الأطراف، مازال الناس يفضلون المطرقة على السندان أو العكس.. ماذا جرى لشعب يرى كل هذا الخراب ولا يغضب..! فبعض الغضب حياة عندما يحرك الشارع ضد الظالم، عندما يجد الناس رغيفهم يُسرق منهم ينتفضون لأجل قوت أبنائهم.. سرقوا أعمارنا وأحلامنا من أجل مشاريعهم الخاصة والمفصلة على أطماعهم، ولا حراك حقيقي لإعادة ما سَرقوه منا..! نعم هناك معارك وهناك مقاتلين ودماء تسيل لكن ذلك ليس من أجل الوطن وليست تضحيات من أجل أن يعيش الشعب بل في سبيل جماعات معينة باعوا الجمل بما حمل وأصبح لديهم أوطان بديلة، وعلينا تقبل ذلك الواقع الذي يسلب فيه منا كل شيء لمصلحة من يملك قوة السلاح.. نحن بالنسبة لهم مصدر للجبايات ومخزون بشري لمعاركهم بلا حقوق ولا كرامة.. ومع ذلك لا غضب يتحول إلى بركان ثائر يأخذ كل الظالمين في طريقه..! سنصحو يوماً وقد أختفت الجمهورية اليمنية فعلياً وأصبح جزء منها يسمى المملكة الحوثية وسيعلن في تعز عن مملكة شارع جمال في تعز وجمهورية مأرب النفطية تعيش منذ البداية كقطاع مستقل عن معاناة الملايين الذي كان يفصلها عنهم فرضة نهم سيكون همها كيف تحافظ على مقدراتها من الطمع الحوثي بعد أن أضاع الترف خارطتها الوطنية ، أما عدن مازلت تبحث عن كهرباء وماء أثناء نقاشات ساكنيها عن اسم يطلقوه على الجنوب بعيداً عن أي يربطهم بالشمال من بعيد أو قريب.. شتات منذ سنوات وسيستمر لسنوات وسيدمر أجيال حتى تلك الأجيال التي لم تعش الحرب ومع ذلك لا أحد يغضب ..!