بعد أن تمكنت أمريكا وبريطانيا من تغيير النظام في أفغانستان من نظام طالبان المعادي لها الى نظام كرزاي التي اتت به امريكا في العام 2001م، وما تبع ذلك من احتلال العراق في العام 2003م، وتغيير نظام صدام حسين والمجيء بحكومة عميلة لأمريكا. اقتضى الامر ايضا ان تدور الدائرة على بعض الانظمة العميلة لامريكاكتونس ومصر واليمن، في ثورات شعبية عفوية غير محسوبة او مرصودة، تمكنت امريكا من تلافي ضياع مصالحها في تلك الدول وذلك عن طريق الإيعاز لمختلف الأحزاب بالنزول للساحات للاستيلاء على الثورة، وخاصة الأحزاب الإسلامية منها (حزب الاخوان وفروعه) في تلك الدول وذلك وفق ما اعترفت به وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون واوردته في مذكراتها، ووفق ما أقرته الناشطة الاخوانية توكل كرمان. والذي لخص بعضه الكاتب المعروف وصاحب جريدة القدس الاستاذ عبدالباري عطوان في رسالة صوت وصورة على صفحته في الفيس بوك. لم يكن ذلك الإجراء هو الرد الوحيد للادارة الامريكية، بل رافقه اقامة ثورتين الاولى في ليبيا والثانية في سوريا لعمل توازن متجهي ( في أفريقيا قامت الثورة من غرب القارة تونس وانتقلت الى شرق القارة مصر، فكان على الادارة الامريكية عكس الاتجاه لتنتقل الثورة ثانية من الشرق الى الغرب أي من مصر الى ليبيا )، كذلك انتقلت الثورة من الشمال في افريقيا الى جنوب آسيا ، اي من مصر الى اليمن، فعمدت الادارة الامريكية لعكس اتجاه الثورة من الجنوب الى الشمال أي من اليمن الى سوريا، كل هذا في رد الفعل المتجهي: الاول ثورة في ليبيا من الشرق الى الغرب أي من مصر الى ليبيا. الثاني ثورة في سوريا من الجنوب الى الشمال أي من اليمن الى سوريا. اما رد الفعل العددي ففي افريقيا تم تكملة عدد. ت و ن س=3 27 25 12=67 م ص ر=24 14 10=48 ل ي ب ي ا=23 28 2 28 1=82 تونس مصر ليبيا= الإجمالي=67 48 82= 197 عكس هذا الرقم في آسيا هو ا ل ي م ن=1 23 28 24 25=101 س و ر ي ا=12 27 10 28 1=78 الإجمالي=اليمنسوريا=101 78= 179 وهو عكس الرقم السابق. الان تم التغيير العفوي في الانظمة العميلة لامريكا،(تونس، مصر ، اليمن) وتمت محاولة التغيير الإجباري لبعض لدول المناهضة لأمريكا (ليبيا سوريا). بقي أن يشمل التغيير امريكا نفسها، لذلك قامت الادارة الامريكية برد فعل (ذاتي ) : اولا : تغيير في نظام الحكم، حيث كان رأس الحكم (الرئيس) يجب أن يكون من اصل واساس العرق السكسوني (أوروبا). تغير النظام بترشيح أوباما للحكم لكن من اصل ( افريقي اسيوي). أخذ الحكم لفترتين. التغيير العرقي من اوروبي الى افريقي اسيوي. كنت اتوقع ان يشمل التغيير أيضا في الجنس من ذكر الى انثى، خاصة حين ترشحت وزيرة الخارجية الأمريكية لفترتين انتخابيتين، ولكن كان ذلك فقط مرافقة في تغيير نظام الترشيح والذي شمل ترشح الجنسين. التغيير العرقي ايضا في ترامب من أصل سكسوني، ولكن مرتبط بزوجة اسيوية. التغيير في سلوك الرئيس من التزام بالديمقراطية وحرية الرأي وقوانين ملزمة لسلوك الرئيس إلى سلوك عبثي شهدته فترة حكم ترامب، وايقافه الهجرة، وعدم قبوله بحرية الرأي وضيقه من الاعلام ووسائله، إلى تشجيعه للحكام الدكتاتورين في دول العالم، وعدم تفعيله لمبدأ حقوق الإنسان إلى رفضه لنتائج الانتخابات وتحريضه لمناصريه لاكتساح الكونجرس وماكان من مناصريه، قبل تسليمه الحكم بأيام. طبعا كل تلك التغييرات مفتعلة وضمن سيناريو معد يطبقه الجميع، وكانه سلوك ملزم لتحصيل حاصل بأن هناك تغيير تم في امريكا لأنظمة الحكم التي تسيرها، وكانه فرض واجب يتم كتابته والعمل به والانتهاء منه للخروج والهروب من التغيير العفوي الذي قد يحدث. ستعود امريكا الى ماكانت عليه، فهي تعتقد أنها قد قامت بدورها في عمليات التغيير المتعددة بشكل إجباري وملزم هروبا من التغيير العفوي الذي كان ممكن أن يحدث لها. كذا الأمر في اعتقادهم، ولكن الامر بيد الله من قبل ومن بعد يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. خالص تحياتي