أسعدني حقا ذلك السؤال الذي يجهله الكثير والكثير من كتاب وعمالقة الصحافة اليوم ، وقد يستوقفك عزيزي القارئ إختياري لهذا الموضوع ، ولكنني أدعوك لتقف معي بضعة دقائق لتتمعن وتقرأ وتعطي رأيك بشدة وتحليل ، فالموضوع بحثي وداعيا للمعرفة التي لابد أن يدركها القارئ في ظل تزاحم المعارف التي اصبح المثقف لايدري ماذا يقراء وكيف يفسر حيال انتشار اللون الاصفر المخادع للحقيقة !! شاع مصطلح ( الصحافة الصفراء) في أواخر القرن التاسع عشر ، عندما دارت رحى الحرب الإعلامية بين عملاقي الصحافة الأمريكيين ( جوزيف بوليتزر ،، ووليام راندولف هيرست ) واتهم النقاد صحيفتيهما بالإثارة الكاذبة بحثا عن زيادة التوزيع وكانت الصحيفتان قد اتفقتا على طباعة رسوم حلقات لمسلسل بطلها ( الفتى الأصفر ) مماجعل لقب الصحافة الصفراء تلتصق (بجوزيف ووليام) ومن ثم تطلق لاحقا على كل صحيفة لاتقدم سوى الأخبار غير المدروسة تحت عناوين لافتة ، ومبالغات كاذبة عارية من الصحة ومشاحنات مفتعلة بطريقة غير مهنية اصلا وغير أخلاقية أحيانا !! واذا كان ذلك الصراع الصحفي الأصفر قد بلغ ذروته في الماضي ، فمابالك باعلام عصرنا في الألفية الثالثة ، فلم تعد الصحف وحدها هي الصفراء ، بل أصبحت لدينا قنوات وإذاعات ومواقع الكترونية صفراء وفريق كبير اصفر مريض من الإعلاميين الذين أهانوا المهنة من أجل حفنة من الماكسب المادية الزائلة وكانت ضحية ذلك كله الثقافة الرصينة التي غابت أو كادت تختفي من قلب وسائطنا ورموزنا الاعلامية سواء كان ذلك على مستوى الاعلام الهش أو ذاك المتين المتماسك الذي كل من أمتطى القلم وسرق جهود الغير وجمع له كلامات ضعيفة ركيكة المعنى واسلوب بليد متقطع الوصف والدقة صار صحفي ! تكاثرت القنوات التلفزيونية التي يطلقها العرب في الوقت الحاضر كغثاء السيل وتنافست دور النشر والمطبوعات وهي دسمة بالكذب والدجل والخرافة فمن اجل إعلام ينبذ اللون الأصفر ويتوخى الحقيقة فلابد من الكتابة بلون قزحي صادق يتحرى الدقة 00 فأي خير تستطع فعله فافعله دون تأخير 00 لانك لن ولم تعبر هذا العالم مرة ثانية 00