أمراة تعمل بهدوء ، تغرق بين الملفات والخطط لتخرج لزملائها بإنجاز يلمسونه أمامهم .. تصنعه من القليل، ليست وزيرة ولا وكيلة .. ولا يعرف الصحفيين والإعلاميين الطريق إليها، لأنها تعمل بصمت ولا تفكر بعائد شخصي. هناك في مكتب وزارة الثقافة /عدن ، ومن غرفة صغيرة استطاعت المدير المالي والاداري منى منصري ان تحدث تغييرا كبيرا في واجهة المكتب الداخلية. لقد كان وضع المكتب بائس للغاية حتى تدخلت يدها لترمم ما استطاعت رغم ضئالة الميزانية واعادة خطوط التلفون المنقطعة منذ عقود لجميع مكاتب الثقافة، منها معهد جميل غانم، المرسم الحر، الصهاريج، لكن متابعتها المستمرة والحلو التي تطرحها بعد المناقشة مع زملائها مكنها من عمل الكثير ليبدو المكتب أكثر ملائمة للنشاط الثقافي. لم يقتصر التغيير على المكاتب والترميم ، لقد طال التحسين بدعم ورفد إدارة إنتاج الفنون في المعلا بأدوات مكتبية والكترونية وإعادة خطوط التلفون المفصولة منذ عقود. ونأمل أن يستمر لنرى الثمرة قريبا. أوكل ل منى منصري ادارة مكتب الثقافة عدن من قبل مديرها اثناء غيابه بسبب مرضه لفترة، وخلال انشغاله في تصوير مسلسل في الأردن الذي استغرق حوالي ستة اشهر او اكثر بسبب كورونا وإغلاق المنافذ والمطارات، فكان أن قامت بعملها كما يجب. تركت إدارة الإبداع لمديرها الفنان محمد عبدالله حسين وركزت جهودها على الجانب المالي والاداري، لأنها تدرك أن كل نشاط مصيره الفشل مالم يتم تنظيم الجانب المالي والاداري بدقة ومهنية عالية، وهكذا استطاعت أن تحدث الفرق. إمرأة تتمتع بأسلوب مرن وأنيق في الإدارة ، وهذا كان أحد أسباب نجاحها في احتواء زملائها و استنهاض همتهم معها. ما يجعلنا أكثر إحتراما لها هو أنها عملت في وقت لم يسطع احد ان يغير او يحسن سواء مكتب ثقافة عدن أو غيره من المكاتب، وقد حدث وان نشر الاعلام صور محزنة لما آلت إليه أوضاع مكتب الثقافة. ملاحظة هنا .. لقد قام مكتب محافظ المحافظة م / عدن بتكسير الدور الاول والدور الثالث في العام 2017م من اجل اعادة ترميم مكتب الثقافة، وبعد أن تم خلع الأبواب والنوافذ للًدور الاول والثالث لم يحدث شيئ، وظل الوضع كما هو عليه. حتى أن مكتب المدير العام الذي يقع في الدور الثالث سقط على الأرشيف الذي يقع في الدور الثاني، لتتدخل الشؤون المالية في مكتب الثقافة بعدن وتقوم بترميم الدور الاول وإعادة الامور إلى نصابها .حسب مقدورهم إلا أن الترميم يحتاج إلى تدخل مكتب الاشغال والمحافظة لإعادة بنائه من جديد بتوجيهات وإشراف مهندسين مختصين لتفادي اي كوارث لاحقة بالموظفين لاسامح الله. ما قامت به منى منصري يبعث رسالة قوية مفادها اذا ارادت المراة ان تكون حاضرة ستكون بإرادة وإصرار وتفان في ما يخص عملها وتتفوق على المدراء والوكلاء ربما الوزارء لانها تمتلك الامكانيات والارادة.