لاحاجة ربما للتأكيد بأن زيارة قيادات الانتقالي الى روسيا قد جاءت بإيعاز مباشر من قيادة التحالف العربي، لهذا دعنا نقرأ الخطوة تلك من زاويتين : الأولى، إن كان في حسابات التحالف أن التوجه للروس الان سيخفف عنهم وطأة الضغط الاميركي الجديد، وأنه قد يحفظ لهم فسحة الحركة في الملف اليمني كما في السابق فهي قطعا خطوة غير موفقة، الأمريكان لازالوا يمتلكون خيوط اللعبة ولديهم مفاتيح تحكم أزمات المنطقة بكاملها وليس اليمن فقط، كما ان موسكو ليست لديها القدرة في خوض مغامرة أخرى بالمنطقة حتى يتم التعويل عليها في كبح جماح الرغبة الاميركية هناك . عموما، الزيارة بدت سياسيا بلاعنوان، لكن لامشكلة في تسميتها ب(غزل عذري) . الثانية : إن كان في حسابات الانتقالي أن التوجه للروس حاليا من شأنه قلب الطاولة وتقديم شيئ مختلف للمجلس بإستثناء تأكيد دعم موسكو لجهود الإنتقالي الخاصة بإتفاق الرياض لاسيما وان قياداته نفسها لازالت تؤكد حتى الساعة التزامها وتمسكها بتطبيق جميع بنوده، فبلاشك هي خطوة متأخرة ولن تحمل الكثير . الأحرى هنا وبعد ان أحاط الانتقالي نفسه بقيود إتفاق معمد أمميا هو مخاطبته لواشنطن ولندن وحتى زيارته لهما بإعتبارهما المعنيتين بالحل السياسي للأزمة وليست موسكو .