سألني أحدهم، قائلاً: " لماذا لا تكتب منشور على تعسف السلطة وصندوق النظافة والتحسين بحق مصنع أسمنت الوحدة؟ فقلت له: " ولماذا أكتب؟! وبماذا نحن في مجتمع أبين مستفيدين سواء من المصنع أو حتى من المبالغ التي تأخذها السلطة والصندوق؟!.. فلكل طاهش ناهش!!" المشكلة بين المصنع والصندوق أن هذا يدفع لهذا، وهذا يرفع في سعر الاسمنت على المواطن، وهذا يرفع في سعر الرسوم التحصيل، وهذا يأكل هذا وهذا يحلب هذا، ونحن لسنا مستفيدين لا من هذا ولا من هذا. المصنع هو الاستثمار الأكبر في أبين الذي نتفاخر به بين الأمم، وهو البقرة الحلوب الذي لم نطعم من حليبها إلا الرغوة، تخيل حتى الطريق الذي يوصلك إلى المصنع يرثى له ، لا إدارة مصنع استحت، ولا صندوق استحى، ولا نحن استحينا. تخيل معي وهذا الذي يقهرني أن البرامج الذي يرعاها المصنع في قناة السعيدة وكمية المبالغ التي تضخ، كل خيرها يذهب إلى محافطات أخرى، ما اتعبوا أنفسهم ينزلوا عندنا أبين، وويصوروا ويعملوا لنا لقطة حتى مجاملة. وناهيك عن حفلات التخرج الذي يدعمها المصنع للطلاب كلها تذهب لطلاب المحافظات المجاورة، وإذا ذهب طلابنا عندهم، تلقى أذن من طين وأذن من عجين، وقالوا لك بأن المصنع عمل أشياء استثمارية كبيرة في أبين، وأنا بالنسبة لي لم أرى إلا الطريق بين المخزن وجعار على حسب كلام الشارع أن المصنع تكفل بترميمه، أما الباقي الذي لمسناه هو دخان المصنع والتلوث الذي أهلك زراعة دلتا أبين، وهزات الانفجارات التي تسببت في تراقص المنازل المجاورة للمصنع وجعلها معرضة للسقوط، وايضاً جبال باتيس بدأت تستوي بالأرض. وتأتي لك إدارة المصنع تهدد أنها ستغلق أبوابها!! فسألتكم بالله ماذا استفدنا من المصنع حتى نبكي ونتباكى عليه، ونمزق جيوبنا ونخرج ونقول لهم لا تغلقوا أبوابكم لأننا سنموت جوعاً ... جماعات محددة مستفيدة من المصنع وهم أكبر من مقاس المواطن، أما المواطن مستفيد أنه يشتري كيس الأسمنت أغلى من سعر كيس الاسمنت الذي يأتي من الخارج، حتى لم يكلفوا أنفسهم ويعملوا لنا تمييز عن البقية! السؤال لكم "ماذا سيستفيد المواطن الأبيني إذا أغلق المصنع أو ظل بابه مفتوح؟" وتحياتي