المجلس الانتقالي الجنوبي كيان يمثل بمشروعه أغلبية شعب الجنوب ومن خلاله تحققت إنجازات كبيرة ربما لم تتحقق خلال ثلاثة عقود مضت، وبكل مالدينا من ملاحظات ومؤاخذات يبقى الانتقالي الأمل الوحيد والأوحد لشعبنا بكل اطيافه للخروج به من هذا المنعطف الأخطر على الإطلاق في تاريخ الجنوب السياسي منذُ الاستقلال نوفمبر 1967 إلى يومنا هذا. ومن هذا المنطلق نقول أن محاولة افشال دور الانتقالي او اضعافه يستهدف صلب المشروع الجنوبي، يستهدف الجنوب ك شعب، و ك شريك ندي للشمال في مسعى لأخراجه من أي معادلة سياسية قادمة ضمن تسوية الحل النهائي للحرب في اليمن. ستظل الهجمة كما هي حتى في حال قبل الانتقالي بمشروع الفدرالية من إقليمين شمال وجنوب او كونفدرالية تبقي فيها الجنوب شريك وكيان قائم بذاته. سيُحارب الجنوب الجغرافيا والإنسان بكل قوة يكون ممثله من كان لأن هدف القوى الطامعة ليسُ البقاء في الوحدة وإنما بقاء شكل الوحدة لأهداف لاعلاقة لها بالوحدوية لا من قريب ولا من بعيد والدليل على ذلك ماحصل من التفاف على نتائج ما يسمى مؤتمر الحوار وتجاهل رؤية الحزب الاشتراكي اليمني لحل القضية الجنوبية مع إنها لا تلبي الحد الأدنى من تطلعات الجنوبيين. مثالا آخر يضاف الى ذلك أشهُر من شراكة في حكومة وتحت يافطة الجمهورية اليمنية والشرعية وتنازلات بالجملة الا أن الفيتو لازال حاضرا لمجرد التمسك بمسمى المناصفة وأعادتها الى الواجهة بالرغم من أن الطرف الآخر لازال ممسك بمقاليد الأمور حتى اللحظة وله نصيباً مفروضاً من النصف الجنوبي للحكومة. لهذا مهما كانت اخطاء المجلس او تقصيره تجاه الشعب إلا أنه يعتبر طوق نجاه، وتراخيه لظروف ما او فشله لا سمح الله يعني سقوط ثمار ثلاثون عاما من التضحيات وبداية فصل جديد من الهيمنة التي قد تستمر لعقود طويلة أن لم تكن لقرون. حاليا مع إعادة ترتيب أوراق المجلس، مع توسعته ليشمل كل المكونات المجتمعية والقبلية وماتبقى من سياسية، مع تحديث الأدوات والوسائل والاساليب النضالية، مع التصحيح الحقيقي ولكن لن ولن نقبل بأضعاف الانتقالي او هدم الانجازات التي تحققت تحت مظلته. الحديث في هذا يطول ولكن جل مانتمناه هو ان يسعى القائمون على المجلس الى تقييم الأداء ومراجعة ماسبق وتحديد نقاط الضعف والقوة ومعالجة بعض الانحرافات والاختلالات التي حدثت دون مكابرة، وأهم من ذلك هو التخلص من الدور التقليدي والاهتمام بالشكليات وتجاوز الروتين الممل وحالة اللامبالاة التي تقوض المجلس من الداخل وخطورتها اكبر بكثير من خطورة الخصم بكل مايمتلكه من إمكانيات. المشروع الذي يتبناه الانتقالي مشروع دولة لذا لابد من وجود أساليب ووسائل ورجال دولة .