تحول التعليم الاهلي في اليمن الى تجهيل ممنهج في ظل عدم وجود رقابة حقيقة لمتابعة مستوى التعليم في المدارس الأهلية رغم تقاضيها مبالغ خيالية . إدارة المدارس الأهلية لا تخضع للشروط التعليم التربوي بما يتلائم مع الطالب المتلقي للدروس الى جانب غياب رقابة تقييم مدى إمكانية المعلمين العاملين في تدريس طلبة التعليم الأهلي . فجل المعلمات التي تتولى تعليم الطلاب غير مؤهلين للتدريس لعدم حصولهم على ما يؤهلهم . ومن خلال زيارة لعدد من المدارس الاهلية لاحظت ان المعلمات حاصلات على شهادة الثانوية العامة وليس لهم اي خلفية بجانب العمل التعليمي ولم تتولى المدرسة وإدارة التعليم الأهلي التابع لوزراة التربية والتعليم أقامت دورات لإعداد المعلمين بما يضمن مستوى تعليمي شبه جيد إلى جانب تأهيل المعلمات بطرق التعليم وكيفية التعامل مع التلاميذ خاصة المبتدئين . فالطالب في مدارس التعليم الأهلي لا يستطيع القراءة والكتابة رغم بلوغه الصف الرابع وهذا لا ينطبق على كل الطلاب وإنما يشمل الكثير منهم . وهي مسؤولية تتحمل وزارة التربية والتعليم الجزء الأكبر من هذا الفشل لكونها المعنية بالإشراف والمراقبة الى جانب وضع اللوائح المنظمة للعمل التربوي لوزارة التربية والتعليم فالتعليم الأهلي في مدينة عدن ولحج يعاني من قصور كبير في تأهيل الطلاب فجل تلك المدارس الذي قمت بزيارتها وجدتها تعتمد على معلمات ليس لديهم أي خبرة ولم يسبق لهن ان تلقت أي دورات تؤهلها للعمل داخل تلك المدارس إلى جانب تدني المرتبات فادارة المدرسة لا تبحث عن المعلم المتميز ممن يمتلك القدرة لإيصال العلم والمعرفة العقلية الطالب ما يجعل من الطلاب المتلقي يعني من قصور في فهم المواد . والاهم ان ادارة المدرسة تعلل عدم فهم الطالب ناتج عن تقاعس أولياء الأمور باعتبارهم لا يتابعون اولادهم عند عودتهم من المدرسة وهو مبرر غير مقنع في ظل سعي ادارة المدرسة لمنح الطالب درجات تفوق مستوى معرفته ما يجعل أولياء الأمور يطمئنون على اولادهم لتكون الكارثة مع اكمالها التعليم الأساسي و التحاقهم بالتعليم المتوسط أو الإعدادي . فسعي المدرسة لإظهار الطالب بمظهر ينافي مستواها يعد جريمة في حق التعليم الى جانب استغلال المدارس الاهلية احتياج خريجات الثانوية ومنحها راتب ضئيل يشكل عقبة حقيقية أمام إيجاد معلم او معلمة تمتلك الخبرة والكفاءة رغم الأسعار الباهظة التي تدفعها الأهالي لإدارة المدرسة فالمدارس تتفاوت في سعر رسوم الطالب وهو ما يتراوح ما بين مائة وخمسين دون رسوم التسجيل والزي والكتب لطالب الصف الأول وحتى الرابع ومابين مائتين وعشرين الف رسوم العام كامل الى جانب رسوم المواصلات التي تحدد بحسب المسافة . ربع مليون ريال يكلف تعليم الطالب كحد متوسط في مدارس التعليم الأهلي تخرج بمحصلة صفر مقارنة بالتعليم في بلدان أخرى. فهل تدرك وزارة التربية والتعليم حجم المصيبة على جيل بكامله او أن ادارة التعليم الأهلي بالمدينة عدن ولحج لا يعنيها الطلاب بقدر ما يعنيها الحصول على أموال من مدارس لا تورث غير الجهل والتجهيل وتنتج جيل فاشل لا يستفيد منه الوطن