لا صوت يعلو على أصوات السلاح باليمن جبهات مشتعلة بين الإخوة الأعداء ، محافظة مأرب تشهد معارك ضارية لها أكثر من شهر ونصف إثر هجوم جماعة الحوثي ومحاولة السيطرة على المدينة ، تبعتها مدينة تعز المحاصرة منذُ بدأ الحرب باليمن تخوض مواجهات مستعرة ، ليكون أيضًا لمحافظة حجة المحاذية للسعودية نصيب من تلك النيران الملتهبة . فيما يعد الوضع الإنساني في تلك المحافظات بالتحديد سيئ للغاية ويلوح بكارثة إنسانية تهدد الآلاف من المدنيين ، في ظل دعوات دولية لوقف شامل لإطلاق النار ، ويرى مراقبون أن تلك الدعوات تذهب في مهبت الرياح ، ولا ثمة من يلتزم بها . مأرب معارك محتدمة .. تشهد العاصمة النفطية مأرب مواجهات هي الأعنف من بين كل الجبهات منذُ بداية شهر فبراير ، في ظل هجوم حوثي للسيطرة عليها لتكون له ورقة ربح في مفاوضاته المقبلة ، لكن قُبل ذلك الهجوم بصد قوي من قبل قوات الحكومة الشرعية ، ليستمر الإقتتال في شهره الثاني، في عدة جبهات كجبهة المشجح والكسارة بمديرية صرواح غربي المحافظة ، ومديرية رحبة جنوبها وفقًا لمصادر عسكرية . وعتبر محللون سياسيون أن محافظة مأرب آخر معاقل الحكومة الشرعية في الشمال ، بعد أن سيطر المجلس الإنتقالي على أغلب المحافظات الجنوبية في أغسطس 2019 ، فالمسألة في معركة مأرب حياة أو موت للحكومة الشرعية ، والحوثيين الراغبين بنفطِها . وفي 12 من شهر مارس الحالي أصدر بيان مشترك من خمس حكومات غربية الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا و ألمانيا وإيطاليا إدانة الهجوم على مأرب ، داعت فيه جماعة الحوثي بضرورة وقف القتال إذا كانت تريد السلام ، فعتبره محللون سياسيون أن البيان ماهو إلا حبر على ورق ، لا يفي بالغرض المطلوب اتخاذه لمنع الهجوم ، وطالبت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة القوات المتحاربة بإيجاد ممر آمن لوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين . فالناتج من هذا كله مأساة إنسانية حادة طالت الآلاف من المدنيين ، والجدير ذكره أن مدينة مأرب تعتبر المرجعية الأولى للنازحين منذُ نشوب الصراع في اليمن ، فهي تحتضن حوالي مليوني نازح فارين من جحيم الحرب المشتعلة في محافظات أخرى حسب تقرير منظمة الهجرة الدولية ، وقال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك أن الهجوم على مأرب سيعرض النازحين للخطر وستكون عاقبته كارثية وفقاً لمصادر إعلامية . تعزالمدينة المحاصرة.. في 17 مارس من الشهر الحالي أعلن محور تعز عن بدأ عملية عسكرية واسعة لتحرير المناطق من قبضة الحوثيين، وفك الحصار المفروض عن المدينة بحسب المركز الإعلامي للمحور ، حيث تعيش المدينة في حصار مطبق منذُ إندلاع الحرب، وقال مصدر عسكري أن قوات الحكومة الشرعية حققت تقدمًا ميدانيًا في العديد من الجبهات كجبهة مقبنة غربي المحافظة ومنطقة الكدحة وقرى من مديرية جبل حبشي ، ومنطقة الشقب الواقعة في مديرية صبر الموادم . ويرى مراقبون أن توقيت الإعلان عن العملية العسكرية بتعز جاء لتخفيف الهجوم على محافظة مأرب ، وفك الحصار عن المدينة في ظل تلاشي عناصر الجماعة في جبهات مأرب . ويزداد الإقتتال بمحافظة تعز أكثر ضراوة عقب إعلان محافظ المحافظة الأستاذ نبيل شمسان النفير العام لمواجهة جماعة الحوثي في 11 من شهر مارس الحالي. لكن موجة النزوح في مناطق الصراع بمدينة تعز تربوا يومًا بعد يوم في ظل تهاون المنظمات الدولية ، وقال مصدر حقوقي أن العشرات من سكان المناطق التي تشتعل فيها المعارك ک مناطق مديرية مقبنة والكدحة والشقب وجبل حبشي ، فمنهم من نزح بسبب الألغام ، والبعض الآخر منازلهم في خطوط النار . حجة جبهة ساخنة.. حجة المحافظة المحاذية للسعودية أطلقت عملية عسكرية في 12 من شهر مارس الحالي ، لتكون هي الأخرى تخوض المواجهات العنيفة بين القوات الشرعية ، وجماعة الحوثي بشكل مفاجئ ، لتلحق محافظة حجة سابقتها للدخول في المعركة ، وقالت مصادر عسكرية أن القوات الشرعية أحرزت تقدمًا في عشر قرى من مديرية عبس الساحلية . وقال مراقبون أن إطلاق العمليات العسكرية في أكثر من محافظة يأتي لتشتيت مقاتلي الحوثي ، والذي سحب المئات من المقاتلين لجبهات مأرب ، والتي تعتبر هدفه الرئيسي . والثابت في هذا كله أن الوضع في اليمن أصبح محل اقتتال بين الفرقاء السياسيين الدوليين ، فهي حرب بالوكالة، لتكون على حساب الشعب اليمني الذي يعاني ويلات الصراع منذُ ست سنوات عجاف .