#حكاية_سارق_الأحلام حينما كنت صغيرا و اتابع هذا المسلسل الكرتوني �� (القرية الأليفة) أو كما كنا نحب أن نطلق عليه حينها اسم (دوبا) انطبعت صورة ذهنية لدي عن احدى شخصيات ذلك المسلسل على ما أتذكر كان اسمها (ميلوميل) و برغم أنها كانت تمثل شخصية فتاة لطيفة و ودودة الا أن كل صغار القرية كانوا يخافون منها و يتجنبون اللعب معها لأنه كان يقال عنها أنها تسرق الأحلام.... (دوبا) الفتى الوحيد الذي لم يصدق ذلك الأمر و ظل يحاول أن يفهم الآخرين أن (ميلوميل) فتاة لطيفة و ما يشاع عنها هو كذب و محض افتراء و مكث يدافع عنها. ظلت تلك الصورة الذهنية (ل ميلوميل) عالقة في ذاكرتي ليس لشيء و لكن لسؤال ظل يراودني كثيرا هل فعلا هناك من بإمكانه أن يسرق الأحلام مثل (ميلوميل) ؟ و ظل دوما ذلك السؤال يتردد في مخيلتي كلما رأيت شخصا يشبه في هيئته (ميلوميل) أو مررت بموقفا يذكرني بها... و لفترة طويلة لم أجد جوابا لذلك السؤال الا حين كبرت و جمعتني الأحداث بأشخاص وظيفتهم في هذه الحياة هي سرقة أحلام الغير و أفكارهم لأنهم في حقيقة الأمر يفعلون ذلك لأحد أمرين : 1_ أما أنهم لا يستطيعون أن يحلموا و يفكروا مثل غيرهم. 2_ أو أن عقولهم قاصرة و عاجزة ولا يمكنها الخيال ولا تقوى على التفكير. فيلجئون الى سرقة أفكار و رؤى الآخرين و مجهودهم و ينسبونها لهم ظنا منهم أنهم بفعلتهم تلك يختصرون كثيرا من الجهد و الوقت للوصول إلى أهدافهم التي هي في الحقيقة تجسد أحلام آخرين قد سرقوها هم منهم. الأمثلة و النماذج في هذه الحياة الدالة لمثل هؤلاء كثيرة و كثيرة جدا و لربما يكون مع كل شخص منا حكاية و قصة مع أحد أولئك اللصوص اللذين يمتهنون سرقة أحلام و أفكار و جهد الآخرين... الشاهد في هذه الرواية أن هناك قاسم مشترك يجمع بينهم جميعا و أعني لصوص الأحلام أنهم جميعا نموذج مثالي للفشل دوما و ذلك أمر طبيعي لكل إنسان منع عقله و فكره من أن يحلم او يفكر و يجتهد في ذلك فليس في جوف تلك العقول فقط الا شيء واحد فقط و هو المكر السيء . قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ((وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ ...)) صدق الله العظيم.... كلمة أخيرة فقط أريد أن أحيي فيها الرسام المبدع الذي رسم شخصيات ذلك المسلسل الكرتوني لأنه و بالفعل غالبا ما تكون هيئة أولئك اللصوص اللذين يسرقون الأحلام شبيهة جدا بعزيزتنا (ميلوميل) �� ...... * مقصودة �� #كتب / #نزار_أنور