تهدف مسرحية قصيرة عرضت مساء اليوم على مسرح "فن لاند" أسفل قلعة صيرة التاريخية بمديرية كريتر شرقي عدن إلى خلق قناعات ومفاهيم إيجابية لدى المجتمع عن إمكانية التعايش مع مصابي ومرضى "نقصان المناعة المكتسب المعروف اختصارً ب"الإيدز" والذي يسببه فيروس HIV عبر عدد من وسائل الاتصال. والمسرحية التي حملت اسم "صفحة بيضاء" هي عمل نوعي توعوي لفرقة خليج عدن المسرحية.
وقال النجم الشاب والمحبوب "عدنان الخضر" وهو مؤلف ومخرج المسرحية في تصريح لموقع "عدن الغد" الإخباري عقب العرض "هدفنا من المسرحية تعزيز التعايش بين المصاب بالمرض والمجتمع الذي يعيش فيه, وإزالة المفاهيم المغلوطة في المجتمع عن مصاب الإيدز, والتأكيد على وجوب الحفاظ على حقوق المصاب بهذا المرض وعدم المساس بها".
وقال الخضر "شعرنا بتفاعل إيجابي أثناء العرض, الشاب الذي خرج من بين الجمهور ليتحدث عن قصته كان موقفاً إيجابياً وثمرة عاجلة".
وكان شاب في العقد الثالث من عمره قد خرج من بين الجمهور متحدثاً عن إصابته بهذا المرض الذي قال أنه مصاب به منذ عشر سنوات, لافتاً أن بعض زملائه ورفاقه لايعرفون ذلك.
وذكر الشاب أن أسرته ساعدته كثيراً في ممارسة حياته بصورة طبيعية.
ويعاني مصابو الإيدز في العالم وفي الدول النامية بصورة أكبر من وضع أشبه بالحجر الصحي في مجتمعاتهم.
وانتشرت في جدران مسرح مدينة "فن لاند" أشرطة حمراء مثنية, باتت رمزاً للتضامن مع مصابي المرض, ووضع بعض المتفرجين هذه الأشرطة على قمصانهم.
وقالت الدكتورة "فوزية غرامة" وهي منسقة برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز في حديث ل"عدن الغد" عقب المسرحية: "هذا العمل يأتي لمكافحة الوصمة" في إشارة إلى "وصمة العار" التي تلتصق في أذهان المجتمع عن مصاب الإيدز رغم تعدد أسباب الإصابة.
وقالت غرامة أن "المطلوب هو أن يتعايش المجتمع مع مصاب الإيدز وليس العكس, لأن مصاب الإيدز لايريد أن يعزل, لكن العزل الاجتماعي يأتي من المجتمع والبيئة المحيطة به".
وأرجأت هذا العزل إلى "مفاهيم خاطئة عن هذا المرض ووسائل انتقاله", واعتبرت أن هذه المفاهيم "أدت إلى انتهاك حقوق المصاب بالإيدز".
وأشارت في سياق حديثها عن الانتهاكات والإساءات لمريض الإيدز إلى عملية الفحص الإجباري التي يخضع لها المسافر للتأكد من عدم إصابته بفيروس المرض, مضيفة أن بعض وسائل انتقال المرض هي شبيهة بوسائل انتقال مرض "فيروس الكبد" بينها الاتصال الجنسي لكن المصاب بفيروس الكبد لايعامل بذات المعالمة التي يلقاها المصاب بفيروس الإيدز.
كما أشارت إلى انتهاك حق التعليم وحق الطبابة لمصابي الإيدز.
وقالت "غرامة", أن "التفهم اليوم لهذا المرض في المجتمع أفضل بكثير من ذي قبل, لكننا لازلنا بحاجة إلى مزيد من التوعية".
واعتبرت أن "الجيل الحالي هو جيل الشباب وهو من سيقود ثورة وقاية ضد مرض الإيدز".