يبدو أن مسلسل "القاصرات" سيكون من اكثر الاعمال الدرامية التي ستحدث جدلاً في دراما رمضان ليس فقط لوجود بعض المشاهد الجريئة فيه مثل فض غشاء البكارة لطفلة لم تتجاوز السنوات العشرة في الحلقة الاولى ولكن للمضمون المختلف الذي يطرحه درامياً. السيناريست سماح الحريري التي كتبت سلفاً أكثر من عمل للشاشة الصغيرة طرحت من خلال المسلسل المشكلة الموجودة في الريف المصري منذ قديم الازل، وهي ارتباط فتيات صغيرات في عمر الاطفال برجال في اعمار أجدادهم نظراً لثرائهم، حيث يقومون بدفع المقابل المادي الكبير لاسرتها لتعيش هذه الفتاة معهم.
من خلال الحاج عبدالقوي الذي جسد دوره ببراعة في المسلسل الفنان صلاح السعدني، وبخلاف اتقانه الشديد للهجة الصعيدية تجسدت كل معاني القوة والجبروت في شخصيته، لكن الكبير كما ينادي عليه المحيطين به واهالي القرية وقع في عشق فتاة تدعى عطر جسدت دورها داليا البحيري فأصبح مغرماً بجمالها وتقبّل منها إهانات ومعاملة لم يلقها من زوجتيه القاصرتين السابقتين.
جسدت داليا البحيري دور السيدة عطر التي زوّجها شقيقها من رجل يكبرها في السن لتضع ابنتها ورد ويتوفي زوجها ويرفض شقيقها تزويجها مرة اخرى، بينما تولّت دور كبيرة المنزل التي تدبّر شؤونه ويطلق عليها اهل القرية لقب "ست الناس".
وبرغم وجود بعض الاخطاء في حديث داليا البحيري باللهجة الصعيدية لكنها قدمت الدور بشكل جيد للغاية خصوصاً في انفعالاتها وتصرّفاتها مع من حولها، فهي لم تنسَ انها انثى خصوصاً أنهامازالت في منتصف الثلاثينات، ووقعت اسيرة للحب مع شقيق الجنانيني المقيم معهم في الفيلا الذي جسد دوره ياسر جلال.
كما خرجت منه عرفه من عباءة الفتاة الصغيرة المدللة حيث جسدت دور إحدى زوجات عبدالقوي وقدمت أداءً جيداً، كذلك الطفلة ملك أحمد زاهر التي جسدت دور الزوجة الثانية التي تقع في حب ابن زوجها الشاب الذي يستغلها ويوهمها برغبته في الزواج منها بعد الانفصال عن والده ويمنحها شرائط منع الحمل لكي لا تجنب منه.