تمثل عودة الزعيم السياسي اليمني " يحيى بدر الدين الحوثي" إلى العاصمة اليمنية صنعاء بعد نفي قسري دام أكثر من 12 عام ابرز الأحداث السياسية في اليمن هذا العام . تشكل عودة الزعيم الحوثي الذي يعد احد ابرز قيادات الجماعة الشيعية التي باتت تسيطر على أجزاء واسعة من شمال اليمن احد ابرز الانتصارات التي حققتها الحركة هذا العام .
ورغم ان عودة "يحيى الحوثي" جأت بناء على موافقة حكومية من قبل الحكومة اليمنية إلا انه ينظر إليها تمثل نصرا استراتيجيا للحركة انتظرته لسنوات طويلة . لماذا عاد يحيى الحوثي إلى العاصمة اليمنية صنعاء؟؟ بحسب الإعلان الأولي الذي كشفت عنه جماعة الحوثي فان القيادي البارز فيها "يحيى بدر الدين الحوثي" فان الرجل عاد إلى العاصمة اليمنية صنعاء ومنها سيمارس نشاطه السياسي خلال الفترة المقبلة .
خلال الأشهر الماضية شاركت الجماعة الحوثية في فعاليات مؤتمر الحوار الوطني ولكنه بدأ ان الجماعة التي اتخذت طابعا قبليا لم تستطع ان تقدم وجه سياسي مدني بارز فيها يمكن له ان يشارك دبلوماسيا في توسعة نشاط الجماعة التي اتخذ عنها طابع سابق بأنها جماعة محلية متشددة خلال السنوات الماضية .
تمثل عودة "يحيى بدر الدين الحوثي" مرحلة جديدة في خارطة السياسة الخارجية للجماع في الإطار اليمني حيث يتوقع للرجل ان يقود دفة المباحثات السياسية في مؤتمر الحوار الوطني اليمني بخصوص قضية "صعدة" وعدد من القضايا المتصلة بالتمثيل السياسي للجماعة التي باتت تشكل رقما سياسيا صعبا في خارطة السياسة اليمنية في الوقت الحالي .
وتمكن عودة "يحيى بدر الدين " جماعة الحوثي من إيجاد رجل سياسي وزعيم يمكن له ان يؤثر في الحياة السياسية اليمنية في حين يقف أخاه "عبدالملك الحوثي" في المنطقة التي يسيطر عليها أتباع جماعة الحوثي في مناطق صعدة وعمران والجوف .
ويمكن للجماعة أيضا ان تسعى خلال الفترة القادمة من العمل وفق عدد من الأصعدة السياسية والعسكرية حيث تسعى لتقديم "يحيى بدر الدين الحوثي" على انه الوجه المدني للجماعة في صنعاء .
يمثل وجود القيادي البارز "يحيى الحوثي" في العاصمة اليمنية صنعاء وممارسة نشاطه السياسي العلني منها تحولا بارزا في تاريخ الحركة التي طغت عليها أعمال العنف عبر عدد من الحروب خاضتها الجماعة مع الحكومة اليمنية خلال السنوات الماضية .
ومن شأن نشاط الجماعة الحوثية في العاصمة اليمنية صنعاء ان يعزز المخاوف لدى حزب إسلامي هو حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يخوض حرب إعلامية شعواء ضد الجماعة .
خلال الأشهر الماضية لم يتمكن أيا من طرفي الصراع في صنعاء حزب التجمع اليمني للإصلاح وجماعة الحوثي من إخفاء حدة تصاعد العداء بين الطرفين .
يستند حزب الإصلاح في صراعه السياسي ضد جماعة الحوثي إلى سطوة سياسية مارسها في صنعاء خلال السنوات الماضية إلى جانب تمركز قوى نفوذ ضد جماعة الحوثي .
وعلى الجانب الأخر تقف جماعة الحوثي وتستند إلى تأييد مذهبي تتمتع به في أحياء عتيقة بالعاصمة اليمنية صنعاء .
ويبدو ان الفترة القادمة ستكون فترة صراع شديدة بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح ستكون ساحتها العاصمة اليمنية صنعاء .
قالت تقارير إخبارية نشرت قبل أيام ان مالايقل عن شخص واحد لقي مصرعه على الأقل خلال مصادمات طائفية في صنعاء .
وقالت تقارير أخرى ان 3 محتجين من الحركة الحوثية قتلوا برصاص مسلح مجهول وسط ساحة التغيير بصنعاء .
يرى كثيرون ان أعمال العنف هذه ستكون ممهدة لأعمال عنف يمكن لها ان تشتد ويتوسع نطاقها خلال الأشهر القادمة مع اقتراب موعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني اليمني .
تدرك جماعة الحوثي ان حضورها السياسي في العاصمة اليمنية هو الأكثر أهمية من تسجيل إي حضور سياسي في إي منطقة يمنية أخرى لذلك دفعت بممثلها "يحيى" القادم من أوروبا إلى ساحة الملعب السياسي في صنعاء .
قد يمثل الحضور السياسي الجديد لجماعة الحوثي دفعة قوية للجماعة لكنه بنفس الوقت قد يعجل ان تكون العاصمة اليمنية صنعاء مسرحا للصراع المسلح بين الطرفين .