بدأ الروس في تأكيد حضورهم القوي على نحو متزايد، بالتزامن مع قرب وصول فرقة عمل بحرية روسية لميناء هافانا في كوبا ضمن زيارة رسمية، وهي الفرقة التي سيقودها طراد متطور الإمكانات يطلق عليه "موسكفا". ويأتي هذا التنامي الروسي بتلك المنطقة في الوقت الذي ترى الولاياتالمتحدة أن ذلك يمثل تدخلاً في منطقة نفوذها.
ويتوقع أن تصل بعد ذلك سفن حربية روسية إلى كراكاس، فنزويلا، ماناغوا ونيكاراغوا، وهي الخطوات التي من شأنها التأكيد على تنامي نفوذ روسيا بأميركا اللاتينية.
وجاءت التواجد المتزايد لموسكو في أميركا اللاتينية بينما تسعى إيران، الصين وكوريا الشمالية لتوسيع نطاق علاقاتها العسكرية، السياسية والاقتصادية في بلدان نصف الكرة الجنوبي بأميركا.
وكانت العلاقات العسكرية بين روسياوكوبا قد تنامت عقب زيارة قام بها رئيس هيئة الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف إلى هافانا خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي.
ويسعى الروس لأن يتمكنوا من الاستفادة من مرافق موانئ بحرية وقواعد جوية بالجزيرة، التي تبعد 90 ميلاً فقط عن الساحل الأميركي.
بالإضافة لخطوة نشر غواصات روسية خاصة بالصواريخ البالستية التي تحمل رؤوساً نووية في نصف الكرة الجنوبي، وهي الغواصات التي قد تستعين أيضاً بكوبا لإعادة التزود بالوقود وتخزين الإمدادات.
وقالت وكالة وورلد نيت دايلي الأميركية إن هناك محادثات جارية الآن بخصوص قيام الجانب الروسي بافتتاح مطار دولي جديد بالقرب من هافانا وإمداد الجزيرة بطائرات ركاب روسية.
ومن الجدير ذكره أن كوبا كانت مركزاً لمنشأة تجسس روسية إلكترونية متطورة في لورد، بالقرب من هافانا، إبان الحقبة السوفيتية.
وهي المنشأة التي كانت تستخدم في اعتراض معظم الاتصالات الأميركية في جنوب شرق الولاياتالمتحدة الأميركية.
وهناك مؤشرات تتحدث عن أن الروس يرغبون في العودة إلى لورد من أجل إعادة فتح منشأتها لاستئناف الجهود الخاصة باعتراض الاتصالات الأميركية.
ويتردد أن هناك محادثات أيضاً حول احتمالية السماح للروس باستخدام قواعد جوية كوبية لتزويد الطائرات الاستراتيجية الروسية بالوقود بحيث تتمكن بشكل أفضل من مراقبة النشاطات الأميركية، بما في ذلك العمليات الخاصة بالاستطلاع واعتراض الاتصالات.
ويأتي وصول فرقة العمل البحرية الروسية بعد أن تم مؤخراً ضبط سفينة كورية شمالية في قناة بنما محملة بصواريخ كوبية طراز SA-2 تعود للحقبة السوفيتية.
وهناك مؤشرات تتحدث عن أن كوبا مازالت تمتلك مخزوناً يقدر بحوالي 100 من تلك الصواريخ.