يتداول الكثير من نشطاء الحراك الجنوبي عبر مواقع التواصل الإجتماعي و في ساحات النضال بعض الأقاويل حول إنتواء حكومة صنعاء إستخدام القوة المادية تجاه الحراك الجنوبي كونها مظهر من المظاهر التي تعبر عن السيادة اليمنية . إذ يتزامن هذا التداول ، مع قرب انتهاء ما يسمى بالحوار الوطني، الذي باتت مخرجاته تلوح بالأفق،وكما يبدو انها لا تتوافق مع متطلبات الشعب في الجنوب . فيدرالية من خمسة أقاليم ، ثلاثة في الشمال و اثنين في الجنوب،وفيدرالية اخرى من ستة أقاليم، تجتمع ضمن الإقليم محافظات شمالية و محافظات جنوبية، و غيرها من المشاريع التي سمعنا بها كمخرجات للحوار الوطني حول مايتعلق بالقضية الجنوبية، و جميعنا يعلم علم يقيني ، ان اي مخرج لن يلبي مطالب الشعب الجنوبي في الإستقلال و إستعادة الدولة.
حتماً سيذهب ادراج الرياح، و كأن الحوار لم يكن،وسيلقى غضب الشارع الجنوبي ، الذي سيذهب للتصعيد الثوري ك رد على هذه المخرجات . اذاً ما هو الطريق الذي ستسلكه حكومة صنعاء اذا ما رفض الشعب في الجنوب الإنصياع لمخرجات هذا الحوار؟! هل سنشهد استعراض في القوة لحكومة صنعاء في مواجهة شعب الجنوب لحمله على الإنصياع الجبري لهذه المخرجات ؟! هل سنكون على موعد مع مشهد يشبه المشهد المصري ؟!.
انا في إعتقادي ان الإجابة عن هذه التساؤلات تكمن في تحديد ملامح شخصية الفصيل او المكوِّن -سميه ما شئت- المراد إخضاعه لتلك القرارات التي سوف تتخذها حكومة صنعاء بناء على مخرجات ما يسمى بالحوار الوطني كمحاولة أخيرة ل حل قضية شعب الجنوب ، فإذا ما قررت حكومة صنعاء سلوك الطريق الذي سلكته الحكومة المصرية في اتخاذ قراراتها تجاه جماعة الإخوان ، سيكون لهذه القرارات انعكاساتها السلبية و آثارها البالغة الخطورة والتي لا يحمد عقباها ، حيث ان قيام حكومة صنعاء بإتخاذ مثل هذه القرارات تجاه شعب الجنوب يعد كارثة كبرى ستلقى صداها في الشارع الجنوبي و في العالم أيضاً ، في حين اننا نجد ان هذه القرارات و كما هي .
في المشهد المصري نجدها قرارات حكيمة و صائبة ، و السبب في إختلاف الحكم على هذه القرارات بالصلاحية او البطلان يعود الى إختلاف ملامح شخصية المكوِّن او الفصيل المراد حمله على الإنصياع لهذه القرارات الصادرة من السلطة . فإذا بحثنا عن ما إذا كان هناك تشابه بين الشخصية التي يتمتع بها الحراك الشعبي في الجنوب و بين شخصية جماعة الإخوان المسلمين ، وإختياري لهاذين المكوِّنين بالتحديد قائم على إفتراض بأن كلاً منهما سيخضع لنفس القرارات، فإذا بحثنا عن ما اذا كان هناك تشابه، سنصل في نهاية بحثنا الى " اللا شيء" ، بل اننا سنجد تباعد و إختلاف كبير بين شخصية كلاً من المكوِّنين ، شتّان بين هذا و ذاك .
و بلغةً أخرى ما أردت قوله، اذا ما حدث و أن سلكت حكومة صنعاء طريق التصعيد في إستخدام القوة بكافة مظاهرها تجاه شعب الجنوب ، سواء كان هذا التصعيد يتمثل في قمع المظاهرات السلمية لشعب الجنوب ، او في الملاحقات و الإعتقالات التي ينالها نشطاء الحراك الجنوبي دون وجود اي مبرر او مصوغ قانوني، فإن سلوك حكومة صنعاء لهذا الطريق في مواجهة الحراك الشعبي في الجنوب ، لن يجدي نفعاً ، و لن يعود بأي مكاسب لتلك الحكومة، ماتجهله الحكومة في صنعاء .
ان الحراك الجنوبي ليس بتيار او حزب او فئة معينة من الشعب، الحراك الجنوبي شعب بكافة مكوناته قرر انتزاع حريته بيده و التخلص من ظلم نظام استبدادي استباح كل شيء تحت مظلة " الوحدة" ، ما يجب على حكومة صنعاء معرفته قبل ان تسلك طريق الحكومة المصرية ، ان جماعة الإخوان فئة ثمثل نسبة قليلة من الشعب ، في حين ان الحراك الجنوبي شعب بأكمله !