سيكون على جاريث بيل البحث لنفسه سريعا عن مكان في تشكيلة ريال مدريد المدججة بالنجوم لأن صاحب الرقم القياسي الجديد في سوق الانتقالات العالمي سيكون موضع مقارنة دائمة مع زميله الجديد كريستيانو رونالدو ومع نيمار لاعب برشلونة. بل إن بيل البالغ من العمر 24 عاما - وكأن هذا لا يكفيه - سيواجه أيضا ملاحقة من اسم ديفيد بيكهام قائد منتخب إنجلترا السابق والآلة التسويقية الهائلة الذي ترك الدوري الإنجليزي الممتاز للعب في دوري الدرجة الأولى الأسباني في 2003. وينضم بيل إلى مدريد مقابل مبلغ ضخم قدره 100 مليون يورو (131.86 مليون دولار) وسيكون مطالبا بإبهار المشجعين الذين يوصفون بأنهم بين الأكثر إلحاحا في العالم ، في كل مرة يخطو فيها أرض الملعب. ولقد وضع رونالدو المقاييس بالفعل وينظر إليه باعتبار أنه عوض النادي عن 125 مليون دولار دفعها لضمه في 2009 إذ سجل 202 هدف في 202 مباراة. ورغم مشاكله القليلة مع جماهير ريال فإن أحدا لم يشكك في شهية رونالدو الهائلة لتسجيل الأهداف ولا في التزامه بالفوز في كل مباراة. وأنفق برشلونة غريم ريال التقليدي 57 مليون يورو لضم نيمار مهاجم منتخب البرازيل ومثلما اعتاد رونالدو على المقارنات مع الارجنتيني ليونيل ميسي يمكن للويلزي بيل أن يتوقع مقارنته بفتى برشلونة الجديد. والأرجح أن يشكل بيل الذي يمثل تنوع مواهبه ميزة كبيرة ، ثلاثيا رائعا في الهجوم مع رونالدو وكريم بنزيمة مهاجم فرنسا. ويمكن لبيل اللعب سواء في طرف الملعب أو وراء المهاجمين مباشرة أو في قلب وسط الملعب أو حتى كظهير أيسر لكن المدرب الجديد لريال كارلو أنشيلوتي لم يستقر حتى الآن على الخطة المناسبة. وسيتنافس بيل على مكان في التشكيلة الأساسية مع جناح الأرجنتين أنخيل دي ماريا وصانع لعب ألمانيا مسعود أوزيل ومع موهبة ريال الصاعدة ايسكو المنضم حديثا وكذلك مع لوكا مودريتش زميله السابق في توتنهام. وتفوق بيل في توتنهام بفضل انطلاقاته الرائعة في المساحات الخالية لكنه سيحتاج للتأقلم على أداء أبطأ في الدوري الأسباني وأكثر اعتمادا على الخطط في مواجهة فرق تدافع بأعداد كبيرة من اللاعبين ضد ريال مدريد. كما سيمثل التعامل مع وسائل إعلام منقسمة لطرفين تعتبر عدم تسجيل أهداف لمباراتين متتاليتين بمثابة "أزمة" وسيزيد الأمر سوءا لو طغا نيمار وبرشلونة على تقدمه وتقدم ريال. وسيبدو أن بيل يملك أفضلية بما أن نيمار البالغ من العمر 21 عاما لا يزال في مرحلة التأقلم مع كرة القدم الاوروبية. فرغم موهبة نيمار الهائلة فإن الشكوك لا تزال تحيط بقدراته البدنية. غير أن نيمار سيكون بلا شك ضمن تشكيلة البرازيل في نهائيات كأس العالم على أرضها العام المقبل والتي لن تشارك فيها ويلز. ولن يكون مفهوما المبلغ الضخم الذي دفعه ريال لضم بيل إلا حين يبدأ يظهر التأثير التسويقي وهنا ستطفو على السطح المقارنات مع بيكهام. وريال مدريد هو أغنى أندية العالم من حيث الإيرادات متفوقا على غريمه برشلونة بطل أسبانيا حسب مؤسسة ديلويت ومن المؤكد أن يساهم ضم بيل في مزيد من التطور في إيراداته على مستوى العالم. فخلال سنواته الأربع في ريال بين 2003 و2007 ساعد بيكهام النادي على تعزيز علامته التجارية على مستوى العالم. وسيأمل ريال في المزيد من بيل الذي استفادت منه شركة بريتيش تيليكوم لتسويق خدماتها الرياضية الجديدة للتلفزيون في بريطانيا وكذلك شبكة ان.بي.سي التلفزيونية في تغطيتها لبث مباريات الدوري الانجليزي الممتاز في الولاياتالمتحدة. وهكذا فإن نجاحه في جذب مشجعين ورعاة جدد من مختلف أنحاء العالم خاصة في المناطق التي تتحدث باللغة الانجليزية سيكون أمرا مهما لكن الحكم عليه أيضا سيستند إلى عروضه في أرض الملعب خاصة في دوري أبطال اوروبا وفي مباريات ريال ضد برشلونة. وهنا تكمن المقارنة برونالدو ونيمار.