span style="widows: 2; text-transform: none; text-indent: 0px; border-collapse: separate; font: 16px "Times New Roman"; white-space: normal; orphans: 2; letter-spacing: normal; color: #000000; word-spacing: 0px; -webkit-text-size-adjust: auto; -webkit-border-horizontal-spacing: 0px; -webkit-border-vertical-spacing: 0px; -webkit-text-decorations-in-effect: none; -webkit-text-stroke-width: 0px;" تعتزم عدد من القوى السياسية والحركات في اليمن مقاطعة الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 21 فبراير الحالي، لنقل السلطة سلميا بناء على اتفاقية السلام "المبادرة الخليجية" وتوعدت بإفشالها. وتجرى الاستعدادات للانتخابات الرئاسية في البلاد وسط توترات الأوضاع الأمنية وتدهورها، واتهامات متبادلة بين الأحزاب السياسية، وتعهد شباب الساحات بالحسم الثوري، وقوى الحراك الجنوبي " بمقاومتها بكافة الوسائل والأشكال"، والمتمردون الحوثيون بعدم المشاركة لان الانتخابات استهداف حقيقي للثورة.
وقال بيان صادر عن شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء اليوم (الأربعاء) تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن الانتخابات الرئاسية القادمة هي استفزاز واضح لمشاعر الثوار وعدم احترام لدماء الشهداء ومخالفة واضحة لمبادئ وقيم وأهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية اليمنية.
وأوضح البيان أنه " احتراما وتقديرا لشهداء وجرحى الثورة السلمية وللوعود والعهود التي قطعها شباب الثورة على أنفسهم، والتزما بالوعود والعهود الثورية نقول إن انتخابات 21 فبراير تعد إحدى منتجات المبادرة الخليجية، وهي (الانتخابات) استفزازا لمشاعر الثوار أصحاب الإرادة المستقلة وتعبيرا عن عدم احترام التضحيات والمشاعر الثورية الصادقة ".
وتابع البيان " يجب احترام الدماء والدموع التي سالت وليذهب مروجو الانتخابات خارج ساحات الحرية والتغيير ليحققوا ما ينشدون". وحمل البيان أحزاب اللقاء المشترك المسئولية المباشرة عن أي صدامات ومشاكل مرتبطة تؤدي إلى تمزيق وحدة شباب الثورة، مشيرا إلى أنه ينبغي على المسار السياسي أن يكون خادما للخطاب الثوري وبما يؤدي إلى إسقاط كامل النظام وبناء دولة مدنية ديمقراطية يكون فيها الحاكم موظفا لدى الشعب وعلى مسافة متساوية من الجميع".
وفي السياق ذاته، أكد عدد من النشطاء وشباب ساحات الاعتصامات في اليمن في أحاديث متفرقة ل((شينخوا)) رفضهم القاطع للانتخابات الرئاسية المبكرة وتمسكهم بالحسم الثوري. وقال عبدالحافظ معجب الناشط والقيادي في ساحة التغيير بمحافظة الحديدة غرب اليمن، أنهم يرفضون رفضا قاطعا المبادرة الخليجية وكل ما تمخضت عنه المبادرة بما فيها إجراء انتخابات رئاسية توافقيه.
وأكد معجب أن شباب الساحات سيواصلون الحسم الثوري حتى تحقيق أهداف الثورة، مشيرا إلى أن الدخول في الانتخابات يعني إفشال لثورة الشعب الذي خرج للبحث عن حياة كريمة وإسقاط منظومة الفساد لا استبدال الفاسد بمثله. ويرى أن الانتخابات التي يدعوا إليها بقايا النظام وأحزاب المشترك (المعارضة الرئيسة في اليمن) مسرحية هزلية كشفت الوجه الحقيقي لأحزاب المشترك الذي حاولت إخفائه طيلة أشهر الثورة في الساحات.
ودعا معجب، شباب الثورة في عموم الساحات لمواصلة العمل والحسم الثوري وعدم الانجرار وراء هذه المهزلة التي يطلق عليها انتخابات توافقية لا غرض منها سوى إيجاد شرعية مفقودة لإعادة النظام السابق بوجوه فاسدة مختلفة وبمباركة القوى السياسية التقليدية.
من جانبها، أكدت قوى الحراك الجنوبي (تطالب بانفصال الجنوب عن الشمال) مقاطعتها للانتخابات الرئاسية القادمة، وأنها ستقاوم إجراء الانتخابات في المحافظات الجنوبية بمختلف الوسائل والأشكال. ودعا القيادي في الحراك الجنوبي النائب البرلماني ناصر الخبجي، كافة أبناء الجنوب إلى رفض الانتخابات على ارض الجنوب ومقاطعة اللجان الانتخابية ومقاومة العملية " بمختلف الأشكال".
وقال الخبجي في كلمة ألقاها الاثنين الماضي في مهرجان أقيم في مدينة "طور الباحة" بمحافظة لحججنوب اليمن، إن الانتخابات الرئاسية المزمع اقامتها في 21 فبراير الحالي "مؤامرة على الجنوب"، مضيفا أنهم في الحراك يرفضونها "رفضا قاطعا". وتابع " سنقاومها بكل الوسائل والطرق الممكنة، ولا نقبل بإجرائها على ارض الجنوب مهما كان الثمن".
ونقلت صحيفة ((الأولى)) اليمنية (إخبارية يومية) عن مراسلها في المدينة، ان الخبجي خاطب المشاركين في المهرجان بقوله " يجب عليكم أن تدركوا أن كل أنظار العالم تتجه إليكم ، ومنتظرون ماذا انتم فاعلون يا أبناء الجنوب في 21 من فبراير الحالي، في التصدي والرفض للانتخابات الرئاسية.
وأضاف القيادي في الحراك " أنها فرصة تاريخية لا تتكرر لكي تثبتوا وتؤكدوا للعالم أنكم أحرار وأصحاب حق، وتملكوا الإرادة التي لا تقهر، وترفضوا الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية أو المحلية قبل انتزاع حريتكم واستعادة دولتكم المستقلة". وفي السياق ذاته، عبرت جماعة المتمردون الحوثيون (شيعة) عن رفضهم القاطع للانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن.
وقال محمد عبدالسلام الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثيين ل((شينخوا)) إن الجماعة لن تشارك في الانتخابات الرئاسية القادمة، مضيفا "موقفنا من الانتخابات المزمع إقامتها هو أننا لن نشارك فيها كونها ليست انتخابات ديمقراطية وليست انتخابات حقيقية بقدر ما هو تلاعب على الشعب وهدر لإمكانياته ".
وتابع " انتخابات فيها مرشح واحد متفق عليه مسبقا لا يحق أن نسميها انتخابات وهي إساءة للعمل الديمقراطي كله ". واعتبر عبدالسلام ان الجماعة ليست متحفظة على شخص مرشح الرئاسة عبد ربه منصور هادي بقدر ما يرون أن هذه التسوية هي استهداف حقيقي للثورة ولتضحيات الشعب.
ومضى عبدالسلام قائلا "هذه انتخابات محسومة سلفا لا نستطيع أن نعبر عنها أنها رغبة الشعب وإرادته، وهذه التسوية التي منها هذه الحلول الترقيعية والشكلية لا أعتقد أنها كفيلة بإيجاد حلول حقيقية لمطالب الشعب اليمني ". وقال الكاتب الصحفي اليمني عبدالله دوبله إن معارضة بعض القوى لإجراء الانتخابات الرئاسية سيكون له تأثير جزئي على سير العملية الانتخابية.
وأوضح دوبله ل((شينخوا)) أن بعض الأطراف ستعمد على عرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، لكن لن يكون بمقدورها منعها كليا، مشيرا إلى أن التأثير سيكون جزئيا ومحدودا. وتابع " هناك بعض الأطراف تريد إعطاء نفسها حجم اكبر من حقيقته من خلال عدم المشاركة في الانتخابات وربما عرقلتها، لكنها في الحقيقة لن تفلح في تحقيق ذلك".
ودشن مرشح الرئاسة التوافقي في اليمن عبدربه منصور هادي أمس الثلاثاء حملته الانتخابية في مهرجان أقيم في العاصمة صنعاء تحت شعار "معا نبني اليمن الجديد". وأكد أن إصلاحات عميقة سيتم اتخاذها خلال المرحلة القادمة، وان مؤتمر للحوار الوطني سينعقد بعد إجراء الانتخابات، مشيرا إلى أن الانتخابات هي الحل الأمثل والممكن لخروج اليمن من الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد.
وأوضح هادي أنه سيتم الوقوف أمام العديد من القضايا الداخلية منها القضية الجنوبية (مطالب انفصال الجنوب عن الشمال) بالإضافة إلى الوقوف أمام العديد من القضايا الأخرى التي يعيشها الوطن.
وجاء ترشيح هادي كمرشح توافقي لرئاسة اليمن، للمرحلة القادمة "سنتان" بناء على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية ونقل السلطة سلميا بعد حوالي سنة من اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي حكم البلاد لأكثر من 33 عاما.