كشف التاريخ عن صفحاته بإن نادي ريال مدريد لا يحقق بطولة الدوري الإسباني بالتزامن في العام الذي يتم تنظيم فيه نهائيات كأس العالم ، حيث دائماً مايخرج النادي خالي الوفاض من الدوري حتى و أن كان يتألق على الصعيد القاري تاركاً البطولة المحلية لبقية الأندية المنافسة و خاصة غريمه الأزلي برشلونة الذي لا يفرق بين عام مونديال و بقية الأعوام . ديدا ميلود : وأصبح هذا الأمر كقاعدة يخضع لمنطقها النادي الملكي منذ العام 1990 في مونديال إيطاليا وهو ما يمثل تاريخ أخر تتويج للملكي بلقب الدوري الإسباني بالتزامن مع عام المونديال حيث أحرز وقتها الجيل الذهبي بقيادة المهاجم المكسيكي هوغو سانشيز اللقب الخامس على التوالي ، و ترك الريال بعدها زمام المبادرة للغريم برشلونة الذي توج بلقب عام 1994 في مونديال أمريكا عندما أحرز زملاء المهاجم البرازيلي روماريو لقبهم الرابع على التوالي تحت قيادة المدرب الهولندي يوهان كرويف.
وفي مونديال 1998 بفرنسا تكرر نفس السيناريو حيث خسر ريال مدريد لقبهم الذي أحرزوه مع المدرب الإيطالي فابيو كابيلو لمصلحة البارسا الذي كان يدربه مدرباً هولندياً آخر هو لويس فان غال ، ورغم أن زملاء راؤول غونزاليز توجوا بدوري أبطال أوروبا في نفس العام ، و في المونديال الموالي عام 2002 بكوريا و اليابان تكرر نفس السيناريو تقريباً ، فعلى الرغم من تتويج ريال مدريد بنجمتهم الأوروبية العاشرة بقيادة الفرنسي زين الدين زيدان إلا أنهم تخلوا عن عرشهم الإسباني لمصلحة فالنسيا بقيادة المدرب الإسباني رافائيل بنيتيز.
و في المونديال الموالي عام 2006 بألمانيا خرج الميرينغي بخفي حنين محلياً و قارياً رغم انه كان متخماً بالنجوم تاركاً برشلونة يتربع على العرش الإسباني و الأوروبي و تحت قيادة هولندية ممثلة في المدرب فرانك رايكارد، وفي المونديال الأخير عام 2010 بجنوب أفريقيا فشل ريال مدريد في استعادة لقب الليغا الذي ذهب لخزائن برشلونة مجدداً .
و منذ إطلاق الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا بطولة كأس العالم عام 1930 و لغاية 2010 لم يفز ريال مدريد ببطولة الدوري الإسباني سوى خمس مرات من أصل 19 مرة تزامنت مع عام المونديال .
و يضم الريال في صفوفه عدد هام من اللاعبين الدوليين سواء الإسبان أو الأجانب المعنيين دوماً بالمشاركة في نهائيات كأس العالم مع منتخبات بلادهم ، وقد أوعز بعض المراقبين أن تركيزهم الذهني على المونديال يجعلهم يفرطون في بقية البطولات خاصة أن الخوف من التعرض للإصابات يساهم في التأثير السلبي على أداء اللاعبين والذين يمثلون منتخباتهم الوطنية في نهائيات المونديال .
و مما يؤكد بإن عام المونديال أصبح و كأنه لعنة على ريال مدريد ، هو الإنطلاقة المتذبذبة للفريق تحت إشراف الإيطالي كارلو انشيلوتي هذا العام والذي يتزامن مع مونديال البرازيل الصيف المقبل ، فبعد عشر جولات من الليغا يتخلف الميرينغي عن المتصدران برشلونة حامل اللقب و اتلتيكو مدريد الوصيف بست نقاط كاملة ، حيث خسر المواجهة المباشرة مع منافسه الرئيسي برشلونة في الكلاسيكو السبت المنصرم بهدفين لواحد كما خسر أيضاً من المنافس الآخر اتلتيكو مدريد و على أرضه بهدف وحيد ، فضلاً على أن أداءه الفني غير مطئمن لجماهيره ، و يؤكد بإن معاناة زملاء الدون رونالدو مع عقدة عام المونديال قد تستمر هذا العام أيضاً في انتظار مونديال روسيا أو مونديال قطر من أجل فكها.