كانت مدرسة (الوحدة سناح )الضالع بمبناها الشامخ الواقع على الشريط الحدودي علي موعد في السابع والعشرين من ديسمبر المنصرم ظهر جمعة الموت مع مجزرة دامية وفاشية ارتكبتها قوات الاحتلال المرابطة في المنطقة حين اطلقت هذه القوات نيران اسلحتها الثقيلة على مخيم العزاء للشهيد فهمي قاسم وما خلفته هذه النيران من مذبحة بشعة وكبيرة راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى من أبناء الجنوب المسالمين حيث سقطت ضحايا كثيرة وفي مشاهد مروعه تناثرت فيها الاشلاء وتطايرت رؤوس وسالت شلالات من الدماء الطاهرة .. كان ذلك محصلة لقصف همجي وبربري غاشم لعساكر احتلال وعلى مرفق حكومي وصرح تعليمي مقدس لمدرسة تحمل اسم الوحدة هذا الاسم الذي لم يشفع لهذه المدرسة عند هؤلاء القتلة واسيادهم الذي ضلوا بسلوكهم الهمجي والعدواني بعيدون عن الوحدة ومعانيها السامية والنبيلة ولم يحملوا من هذه الوحدة غير اسمها وعلمها وفيدها ومغانمها التي نهبوها من الجنوب الأرض والانسان والثروة طيلة ربع قرن من الزمان . العقلية الهمجية والعبثية التي ضلت ومازالت تدير بها قوات الاحتلال الغاشم لعملياتها البربرية في الضالع خاصة وفي الجنوب عامة إنما تنطلق من عقيدة عسكرية وشوفينية وارهابية متمرسة في حروبها القذرة والمستمرة مع كل أبناء الشعب على طول البلاد وعرضها لان هؤلاء المجرمون القتلة وحتى اليوم مازالوا يتعاملون بعقلية العصابات الاجرامية التي لم ولن تستطع العيش إلا في ظل الازمات والحروب المفتعلة بغية الحصول على مكاسب واطماع غير مشروعة وفي سبيل ذلك فهم لم يترددوا عن ارتكاب ابشع الجرائم بحق الانسانية لانهم مازالوا بعيدون عن العقيدة الوطنية للجيوش النظامية الحقة .. بعيدون عن ولائهم للشعب وللوطن الذي وجدوا من اجل حمايته وتحقيق امنة وهؤلاء مازالوا يدينون بولائهم ( لجهات عسكرية وقبلية نافذة ) مازالت تعيش وتصر على العيش في كهوف الازمنة الاغبرة وخارج اطار الدولة وعلى هامش النظام والقانون وفوق المصالح العليا للوطن !! أن السادية والوحشية التي كانت العنوان الابرز لمجزرة الضالع الدامية تحمل في طياتها دلالات ومعان عميقة تتعلق بأصالة السلوك العدواني التدميري الوحشي لمن خطط وامر واطلق حمم البارود والقتل والموت لضحايا مخيم العزاء بالضالع الجريحة .. فمجزرة الضالع لم تكن الاولى ولا الاخيرة من المجازر التي ارتكبت بحق الجنوبيين طوال ربع قرن من العام 90م وحتى اليوم ولعل مجزرة المعجلة بعنجهيتها المشهودة لازالت بتداعياتها مائلة للعيان .. أن هذه السادية والوحشية المتأصلة بسلوك هؤلاء القتلة المجرمين براينا تمثل محصلة طبيعية لتاريخهم الطويل المشبع بالجهل والتخلف والفوضوية وثقافة الفيد والطمع وشرعنة الفساد المتجذر بكل مفاصل حياتهم وذلك ما يتقاطع براينا مع أي جهود أو محاولات لبناء دولة مدنية حديثة دولة النظام والقانون والمؤسسات التي تستطيع ان تضع حد لهمجية وطغيان هؤلاء العابثون بأمن والوطن واستقراره العابثون بدماء الناس وارواحهم وحقهم بحياة حرة وكريمة خالية من الحروب وجرائم الابادة الجماعية السائدة !!!