قالت المعارضة اليمنية اليوم الاثنين وعلى لسان قيادات بارزة فيها أنها تحترم رغبات الشباب الذين يتظاهرون منذ أيام في عدد من المدن اليمنية بهدف مطالبة الرئيس صالح بالتنحي لكنها لاتدعم هذه المطالب وإنما تسعى إلى التغيير فقط. وقال عيدروس النقيب القيادي البارز في تكتل أحزاب اللقاء المشترك في اتصال هاتفي مع "عدن الغد " ظهر اليوم ان المعارضة في اليمن تحترم كل الآراء المخالفة وتحترم حق الشباب في التعبير عن مطالبهم بتنحي الرئيس صالح لكنها لاتدعم هذه المطالب مؤكدا على ان المعارضة تناضل اليوم لأجل التغيير في اليمن مشيراً إلى ان الترحيب الذي أبدته المعارضة أمس لم يكن يتصل بأي مبادرة مقدمة من الرئيس صالح وإنما كان باتخاذ الحزب الحاكم قرارا بالعودة إلى الحوار الذي قال بأنه كان هو من أوقفه من طرف واحد. وقال النقيب :" على النظام في اليمن اليوم ان يتعظ جيداً وان يوقف الاعتداء بالضرب بالعصي الذي يتعرض له المشاركون في الفعاليات السلمية في الشمال وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في الجنوب." وحول مطالب المعارضة اليوم قال النقيب :" نحن نناضل اليوم سلميا لأجل التغيير والمطالب التي يتظاهر لأجلها الشباب والمتمثلة في المطالبة بتنحي الرئيس صالح نحن نحترمها ومن حقهم المطالبة بها لكن المعارضة اليوم مطلبها الأساسي هو التغيير من خلال الحوار الجاد." وأضاف:" نحن نحترم مطالب الشارع ومن حقه طرح مايريد لكننا في اللقاء المشترك وجهتنا محددة وأجندتنا تقوم على الحوار من الجل التغيير فقط لكن الشارع والنخب السياسية قد تكون لها مطالب وأطروحات أخرى وهي حرة في ذلك ونحن نحترم هذا الطرح ." وكان قيادي بارز أخر في المعارضة اليمنية هو الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي قد نفى يوم أمس أي تغير في مطالب اللقاء المشترك مؤكداً أنها تنحصر في تنفيذ اتفاق فبراير . و قال الآنسي الذي كان يتحدث يوم أمس خلال مؤتمر صحفي للمعارضة":إن مطالبنا لا زالت هي المطالب التي كنا نطالب بها قبل انتفاضتي تونس والجزائر وهو تنفيذ اتفاق فبراير، مشيراً إلى أن الحوار أخذ فترة طويلة وهذا يعني أن البداية لا بد وأن تكون من حيث انتهت اللجنة الرباعية وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من قبل هذه اللجنة التي تمثل لجنة المائتين." أما الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان والذي حضر مؤتمر المعارضة يوم أمس فقد وصف مبادرة الرئيس صالح والتي تضمنت رفضه للتوريث أو التمديد بأنها عودة للروح حد وصف نعمان. وقال نعمان:" " خطاب الرئيس الأخير بمجلسي الشعب والشورى والذي يوصف بأنه مبادرة – اعتبره "حديثا ً " وليس مبادرة،مضيفاً" والرئيس أكد انه لاتوريث ولاتمديد ولا تصفير الخ، فهذا الكلام يعيدنا إلى جوهر الدستور الذي كان غائباً عن السلطة، ووصفه بأنه عوده للروح." بدره أعتبر رئيس لجنة الحوار الوطني، محمد سالم باسندوة، ما يجري في الشارع اليوم من احتجاجات إنما هي تحركات هدفها المطالبة بالإصلاحات والحصول على الحقوق . وقال باسندوة إن لجنة الحوار في تواصل مستمر بشركاء الحوار من قيادات المعارضة في الداخل والخارج. وعن اللقاءات السابقة في لجنة المائتين، أوضح إن هذه اللقاءات كانت عبارة عن تمهيد لحوار وطني شامل.
وشن ناشطون سياسيون على شبكة الانترنت خلال يومي أمس الأحد واليوم الاثنين هجوما عنيفا على قيادات المعارضة اليمنية التي وصفوها بإنها تعاني حالة تخبط سياسية . وجاء الهجوم على المعارضة بعد ساعات على إعلان المعارضة ترحيبها بدعوة الرئيس صالح للحوار مع الحزب الحاكم والذي كشفت عنه يوم أمس خلال مؤتمر صحفي عقدته بالعاصمة اليمنية صنعاء لهذا الخصوص. ورغم تأكيد المعارضة على قبولها بالحوار إلا ان أطراف أخرى فيها اليوم أبدت استغرابها لما تناولته وسائل إعلام مؤكدة عدم وجود أي ترحيب بدعوة الرئيس صالح وقال مصدر مسئول فيها انه يأسف لما وصفه بعملية اجتزاء بعض وسائل الإعلام ما جاء في بيان المشترك وشركائه الذي تم الإعلان عنه في المؤتمر الصحفي الذي أقيم صباح أمس الأحد. وقال المصدر إن بعض الفضائيات تناقلت ما أسمته بموافقة المشترك على مبادر الرئيس والعودة إلى الحوار، في اجتزاء منها للبيان دون التدقيق بمضمونه ومحتواه وكذا ردود قيادة المشترك على أسئلة الصحفيين موضحا إن المشترك لم يرحب بما اسمي مبادرة وإنما نظر إليها كأفكار عامة .