احتضنت الضالع والجنوب كله يوم الاثنين ,فعالية الاحتفاء بذكرى التسامح والتصالح الجنوبي, وتشيع شهداء مجزرة مخيم الشهيد فهمي التي راح ضحيتها (22) شهيدا وأكثر من (45) جريحا نصفهم من الأطفال . تلك المجزرة الدموية التي ارتكبها مجرم حرب جيش نظام صنعاء , ضبعان,الذي لازال حتى اليوم يواصل ممارسة هوايته المفضلة في التهديد والقتل ,مستهدفا إرهاب وترويع الأطفال والشيوخ والنساء بقصفه المنازل والإحياء والقرى الآمنة ,معتقدا بغبائه وجهلة أن باستطاعته تركيع الضالع وإخضاعها دون أن يدرك أنها عصيه على الخنوع او الاستسلام .
. لقد فاقت مجزرة مخيم العزاء في سناح ,بما تركته من مناظر بشعة وصور مروعه, تدمي القلوب وترجف من هول فظاعتها المشاعر والأبدان ,فاقت كل وصف او تصور . فأي همجية ؟وأي كراهية هذه الذي يختزنها في جوفه هذا القاتل ,ومن هم على شاكلته ؟؟ حتى يقدم على مثل هذا الفعل الإجرامي ,الذي يصعب تفسيره بأي منطق أو عقل , إلا كونه سلوك تحركه غريزة التوحش وسادية الإشباع المجردة من كل الأحاسيس والمشاعر البشرية. الحقيقة لم تدهشنا جرأة القتلة ولم تفاجئنا سادية تعطشهم للدم بقدر اندهاشنا واستغرابنا لهذا الصمت الإقليمي والدولي المريب الذي لا يمكن تفسيره الا كونه استهتار بأرواحنا نحن الجنوبيين ..الذين يبدو أن حياتنا أصبحت رخيصة برسم ( تعرفه مبادرة خليجية – أممية ) يشرف عليها بن عمر ومجلس أمنه الدولي , الذي لم يعد احد في هذا العالم يعول او يؤتمن على نفسه منه او يثق حتى بربع او ثمن عدالة يمكن أن تتحقق او تنتج عنه . بعد ان تحول الى مجلس امن لحماية القتلة والمجرمين واللصوص ورموز الإرهاب والفساد ومنحهم الحصانة وعدم المحاسبة والملاحقة ,على حساب ألام ومعاناة شعبنا وعلى حساب حقوق الإنسان الجنوبي الذي أصبحت دمائه تراق وكرامته تداس بشكل يومي أمام مرأى ومسمع بن عمر والزياني وسفراء الدول العشر وبمشروعية مجلس امن دولي يفترض انه انشأ أساسا من اجل حماية الإنسان والدفاع عن حقوق المظلومين . ألا يضع هذا أكثر من علامة استفهام حول نزاهة الرعاة الدوليين المشرفين على المبادرة( المؤامرة )الخليجية ..ودور المبعوث الاممي...الذي يبدو انه هو الأخر يحلق في فضاء ملكوت بناء سيرته المهنية , ولا يتعدى اهتمامه بحقوق الإنسان واحترامه معايير القانون والعدالة الدولية فضاء غرف وصالات فندق موفنبيك ذات الخمسة نجوم. ان كل هذة الجرائم التي يرتكبها النظام " القديم - الجديد "وأجهزته القمعية الأمنية والعسكرية بحق شعبنا في الجنوب طوال اكثر من عقدين من الزمن وتحديدا منذ انطلاقة الحراك الشعبي السلمي الجنوبي المبارك ,لا يمكن لها أن تتم لولا تجاهل وتواطئ هذا "المجتمع الدولي " ومنظماته ومؤسساته الحقوقية والإنسانية التي أثبتت عجزها عن تحمل مسؤوليتها والقيام بدورها, في حماية حقوق الإنسان في الجنوب والذي يتعرض لكل أنواع القمع والقتل والاعتقال والملاحقات والإرهاب والعنف المنظم والممنهج, وتحولت الى شاهد زور اقتصرت مهمتها على عملية الرصد والمراقبة والتوثيق لكل الجرائم والانتهاكات دون أي فعل او إنصاف يذكر . لقد أعطى هذا الصمت بما يمثله من تجاهل وتخاذل وتعتيم متعمد, وبما يعبر عنة من ازدواجية انتقائية رخيصة للمعايير الدولية واختلال مهين للقيم والمبادئ الإنسانية , إشارات خاطئة شجعت القتلة على الاستمرار والتمادي في القتل وممارسة تلك الانتهاكات بحرية مطلقة دون خوف او رادع من ضمير, ووفرت له الغطاء والحماية بشكل أو بأخر. عزائنا الوحيد ان الجنوب كله مشروع شهادة ,ولا نامت أعين القتلة والمجرمين ,وليبقى الخزي وبصمة العار علامة بارزه في جبين هذا "المجتمع الدولي الحر" الذي لا يعرف من الإنسانية سوى اهانة الإنسان نفسه؟؟؟.