قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الاربعاء إنه لن يدع تصريحات انتقدت جهوده لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ونسبت لوزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون تثنيه عن محاولة التوصل إلى اتفاق إطار بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال كيري في مؤتمر صحفي بالكويت حيث يشارك في مؤتمر للمانحين من أجل سوريا "لا يمكن أن ندع تصريحات تقوض هذا الجهد ولا أعتزم ذلك."
وكانت صحيفة إسرائيلية نقلت عن يعلون يوم الثلاثاء سخريته من سعي كيري من أجل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وكأنه المخلص المنتظر ورفضه لخطة أمنية اقترحتها الولاياتالمتحدة في الضفة الغربيةالمحتلة.
وأسفرت التصريحات عن توبيخ حاد اللهجة من البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية. وقال يعلون في وقت لاحق في بيان إنه "يعتذر إذا كان الوزير (كيري) قد ساءته التصريحات المنسوبة إلى الوزير."
ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت الأوسع انتشارا في إسرائيل عن يعلون قوله "وزير الخارجية جون كيري - الذي جاء الينا وهو عاقد العزم ويتصرف من منطلق فكرة غير مفهومة مسيطرة عليه ويشعر بأنه المخلص المنتظر - لا يمكنه ان يعلمني شيئا واحدا عن الصراع مع الفلسطينيين."
ونقلت عنه الصحيفة قوله "الشيء الوحيد الذي يمكن ان يخلصنا هو فوز كيري بجائزة نوبل ليتركنا وشأننا."
وقام كيري بمهمة دبلوماسية في الأسابيع الماضية لمحاولة إقناع إسرائيل والفلسطينيين بالموافقة على اقتراح بشأن القضايا الجوهرية للصراع بينهما. وكان الجانبان استأنفا محادثات السلام في يوليو تموز بعد توقف دام ثلاثة أعوام. لكن لم يتحقق تقدم يذكر.
ومن بين النقاط الصعبة في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مطلب إسرائيل الاحتفاظ بوجود عسكري في غور الاردن الذي يفصل بين الأردنوالضفة الغربيةالمحتلة في اي اتفاق سلام في المستقبل.
وعرض كيري على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أفكارا عن الترتيبات الأمنية في غور الاردن لكن لم يعلن اي جانب قبوله لها.
ونقلت الصحيفة عن يعلون قوله "الخطة الأمنية الأمريكية لا تساوي الورق الذي كتبت عليه."
وأضافت "التشكيك في دوافعه وتشويه مقترحاته امر لم نكن لنتوقعه من وزير دفاع حليف وثيق."
والتزم يعلون الصمت في بادئ الامر فيما يتعلق بالتصريحات التي أدلى بها على ما يبدو في إفادة خاصة لصحفيين إسرائيليين. لكن الوزير الاسرائيلي تحرك لتهدئة الخلاف مع واشنطن بعدما وبخه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمنا في كلمة ألقاها.
وقال مسؤول إسرائيلي يوم الثلاثاء إن نتنياهو تحدث هاتفيا مع مسؤول أمريكي كبير في محاولة لتهدئة حدة الجدل.
ويعلون عضو في حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو وهو مؤيد قوي للبناء الاستيطاني في الاراضي المحتلة التي يريدها الفلسطينيون جزءا من دولتهم.
وكان يعلون قائدا للجيش ثم نحي عن المنصب قبل انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 والذي كان معارضا له