ما يُدركه الإنسان في هذه الحياة من حقائق عاجزة أمام نفسها ,إذ أن الحقيقة في هذا الزمن الذي يختلف الكثير على تسميته ,فالبعض يسميه "الزمن الأغبر الملعون", والبعض الأخر يسميه" زمن الخير الرهيب" ,ليس هذا الموضوع فليسمي الكل فينا هذا الزمن بما يشاء , وبما يشعر ,ولكن الحقيقة الذي تنزف دماً في هذا الزمن هي ما تبقى من قيمٍ انسانيةٍ لا ترضى الاندثار مهما كلف الأمر أصحابها ,فأصحاب تلك القيم يتفتتُ أمامهم العجز , وحتى القوة في بقاء تلك القيم الذي يفقر لها معظم البشر ,حيث أن معظم بني البشر سافروا بعيدا , وتركوا هذه القيم تئن بلا رحمة , ولربما تئن بلا سبب , فو الله وأنا اكتب أتذكر آهات أطفالنا في غزة حين الحروب . وفي سوريا وتحدياً في مخيم اليرموك , وعيني لا تستأذنني حين تذرف دموعاً, والعجب أن تلك الدموع تسأل لمَّا هذا الظلم ؟ ولمَّا غادرت تلك القيم الإنسانية البعض بلا رجعة؟ وما يؤلم أكثر لا إجابة لتلك الأسئلة البسيطة على معظم المسافرين بعيدا عن أدنى قيمةٍ من تلك القيم الإنسانية التي تحفظ لكلٍ مَنْ وُجد على الأرض كرامته ,أنا ليست مع أحد ضد أحد , ولكنني أتمنى من "الأحد الأول" الدفاع عن نفسه بتمسك بكلٍ القيم الإنسانية ليحظى بمرتبةٍ البشر الذين يحبهم الله , وكذلك "الأحد الثاني" .
إن للبشر لغات , وكل لغة قائمة على مبادئ لا يفهمها إلا أصحابها فمن اللغات التي لا يجب على أحد فينا _بني العرب_ أن يختلف عليها "لغة الطيبة" التي تُثلجُ القلوب والأعمار راحةً بلا مقابل بلا أجرة, قد يضحك من هذا الكلام بشرٌ أُصيبت نفوسهم بأمراضٍ لها أول وليس لها أخر "لغة الطيبة " يا كرام تعاني من الموت السريري الآن , ولكني على يقين لا يحتمل التردد أن تلك اللغة لا بد لها ولو بعد حين أن تتأسد في قلوب جميع البشر لتعلن للكل أن هذا الزمن لا يحتمل إلا اسماً واحداً وهو "الخير الرهيب".