يحيط كثير من علامات الاستفهام حول التوتر بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر ودولة الإمارات العربية، ولاسيما بعد تصريحات صحفية اتهم فيها قائد شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان الجماعة بالتآمر على الدول الخليجية، ومحاولة تغيير أنظمة الحكم فيها. يرى البعض أن هذه التصريحات تعكس حساسيات أثارها صعود التيار الإسلامي في دول ما يُعرف ب"الربيع العربي"، ويقول خبير الشؤون العربية في مؤسسة الأهرام المصرية سامح راشد إن المشكلة الأخيرة (بين جماعة الإخوان المسملين والإمارات) كشفت أن "التيارات الإسلامية ليس مرحبا بها في دول الخليج، كما كان يظن البعض." ويشير راشد إلى أن الثورة في مصر جاء معها تحول جذري في توازن العلاقات بين مصر، بشكل عام، ودول الخليج، حيث كان هناك تحفظ من دول الخليج بدا في بعض التصريحات في بداية الثورة وبدا أيضا في بعض الخطوات التي لم تتخذها دول مجلس التعاون الخليجي تجاه مصر، مثل المساعدات الاقتصادية. ويرى أن الوضع تدهور أكثر مع نمو وتصاعد دور جماعة الإخوان المسلمين، والتيارات الإسلامية، بشكل عام، وهذا يعكس موقف نظم الحكم في مجلس التعاون الخليجي في مسألة وصول التيارات الإسلامية للحكم في دول المنطقة. تصريحات شخصية ويعتقد عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في الإمارات، أن معظم ما يصرح به الفريق ضاحي، ولا سيما على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يعبر عن قناعاته الشخصية، وربما عن قطاعات شعبية واسعة من الإماراتيين، ولكنه لا يعبر عن الموقف الرسمي لحكومة دولة الإمارات. وأشار عبد الله إلى أن العلاقات بين الدول لا تُؤسس على التصريحات الشخصية، ولا ما يجري في الفضاء الافتراضي، أو حتى ما تنقله الصحف. وأكد على أن العلاقات بين دولة الإمارات ومصر بعد الثورة جيدة وعميقة، ولا ينبغي أن تتأثر بتصريحات جانبية. وكان الفريق خلفان قد ذكر، في تصريحات صحفية، أن "الإخوان يتجهون نحو تغيير الأنظمة في الخليج". وأضاف في حوار مع صحيفة القبس الكويتية: "عندي مصادر تقول إن القادم هو جعل حكومات الخليج تملك ولا تحكم، وإن البداية ستكون من الكويت عام 2013 وفي بقية الخليج عام 2016". ورفض المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين التعليق على ما ذكره خلفان في حواره لصحيفة القبس الكويتية. انتقادات بدأ التوتر بين الفريق خلفان وجماعة الإخون عقب تهديد قائد شرطة دبي باعتقال الداعية المصري المعروف يوسف القرضاوي، وذلك بعد انتقادات شديدة وجهها القرضاوي إلى الإمارات بسبب قرار بإلغاء إقامة سوريين تظاهروا ضد نظام بشار الأسد. ووفقا لتقارير إعلامية، فقد عقب محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الرسمي باسم الجماعة، على هذا التهديد قائلا إن "العالم الإسلامي بأسره" سيقف ضد الإمارات إذا تم اعتقال الشيخ القرضاوي. وشن خلفان حملة على جماعة الإخوان، محذرا إياها من مغبة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية. لكن غزلان أصدر بيانا في الثاني عشر من الشهر الجاري جاء فيه: "لقد هاجمنا رئيس شرطة دبي هجوما ظالما، ونسب إلينا ما تعلم الدنيا كلها أننا منه براء، حيث ادعى بأننا نمثل خطرا على أمن واستقرار الخليج." ويعتقد الدكتور عبد الله على أن تصريحات غزلان بشكل خاص أثارت حفيظة قطاعات شعبية واسعة، ووصفها بأنها كانت غير موفقة وجاءت في التوقيت الخطأ، حيث أساءت إلى العلاقات الإماراتية المصرية. حساسية وأشار عبد الله إلى أن الإمارات حريصة على العلاقات مع مصر ولن تسمح لأي طرف بأن يؤثر فيها، مؤكدا على الحساسية المفرطة داخل الإمارات تجاه وجود أي تنظيم داخلها، ومخاوف من وجود أجندات خارجية تهدف الإخلال بالأمن والاستقرار الذي تنعم به الإمارات. وأعرب عن اعتقاده بأن العلاقة بين الإمارات وجماعة الإخوان في الداخل والخارج مرشحة للتصعيد، مشيرا إلى أن الكرة في ملعب الإخوان لتقوم بإصلاح الضرر الضخم الذي تسبب فيه الشيخ القرضاوي وزاده سوءا المتحدث الرسمي باسم الجماعة. ومع ذلك أوضح عبد الله أن الإمارات ليست لديها أي حساسية في التعامل مع أي حكومة منتخبة من جانب الشعب المصري سواء كانت إخوانية أم سلفية أم غير ذلك. في المقابل، يعتقد راشد أن الأزمة قابلة للاحتواء، ولاسيما وأنه لم تشارك أي دول أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي في الحملة التي شنها الفريق خلفان على جماعة الإخوان المسلمين، بل أنه لم تصدر تصريحات أو مواقف أخرى داخل الإمارات تدعم هذا التوجه. ويرى راشد أن هذه الأزمة لن تتفاقم، على الأقل في الفترة الحالية، مشيرا إلى أن التطورات داخل مصر لا زالت غير محددة المعالم، ولم يتضح بعد إن كانت ستنتهي إلى حكم الإخوان المسلمين في مصر بشكل نهائي أم لا. يحيط كثير من علامات الاستفهام حول التوتر بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر ودولة الإمارات العربية، ولاسيما بعد تصريحات صحفية اتهم فيها قائد شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان الجماعة بالتآمر على الدول الخليجية، ومحاولة تغيير أنظمة الحكم فيها.
يرى البعض أن هذه التصريحات تعكس حساسيات أثارها صعود التيار الإسلامي في دول ما يُعرف ب"الربيع العربي"، ويقول خبير الشؤون العربية في مؤسسة الأهرام المصرية سامح راشد إن المشكلة الأخيرة (بين جماعة الإخوان المسملين والإمارات) كشفت أن "التيارات الإسلامية ليس مرحبا بها في دول الخليج، كما كان يظن البعض."
ويشير راشد إلى أن الثورة في مصر جاء معها تحول جذري في توازن العلاقات بين مصر، بشكل عام، ودول الخليج، حيث كان هناك تحفظ من دول الخليج بدا في بعض التصريحات في بداية الثورة وبدا أيضا في بعض الخطوات التي لم تتخذها دول مجلس التعاون الخليجي تجاه مصر، مثل المساعدات الاقتصادية.
ويرى أن الوضع تدهور أكثر مع نمو وتصاعد دور جماعة الإخوان المسلمين، والتيارات الإسلامية، بشكل عام، وهذا يعكس موقف نظم الحكم في مجلس التعاون الخليجي في مسألة وصول التيارات الإسلامية للحكم في دول المنطقة.
تصريحات شخصية ويعتقد عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في الإمارات، أن معظم ما يصرح به الفريق ضاحي، ولا سيما على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يعبر عن قناعاته الشخصية، وربما عن قطاعات شعبية واسعة من الإماراتيين، ولكنه لا يعبر عن الموقف الرسمي لحكومة دولة الإمارات.وأشار عبد الله إلى أن العلاقات بين الدول لا تُؤسس على التصريحات الشخصية، ولا ما يجري في الفضاء الافتراضي، أو حتى ما تنقله الصحف.
وأكد على أن العلاقات بين دولة الإمارات ومصر بعد الثورة جيدة وعميقة، ولا ينبغي أن تتأثر بتصريحات جانبية.
وكان الفريق خلفان قد ذكر، في تصريحات صحفية، أن "الإخوان يتجهون نحو تغيير الأنظمة في الخليج".
وأضاف في حوار مع صحيفة القبس الكويتية: "عندي مصادر تقول إن القادم هو جعل حكومات الخليج تملك ولا تحكم، وإن البداية ستكون من الكويت عام 2013 وفي بقية الخليج عام 2016".ورفض المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين التعليق على ما ذكره خلفان في حواره لصحيفة القبس الكويتية.
انتقاداتبدأ التوتر بين الفريق خلفان وجماعة الإخون عقب تهديد قائد شرطة دبي باعتقال الداعية المصري المعروف يوسف القرضاوي، وذلك بعد انتقادات شديدة وجهها القرضاوي إلى الإمارات بسبب قرار بإلغاء إقامة سوريين تظاهروا ضد نظام بشار الأسد.
ووفقا لتقارير إعلامية، فقد عقب محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الرسمي باسم الجماعة، على هذا التهديد قائلا إن "العالم الإسلامي بأسره" سيقف ضد الإمارات إذا تم اعتقال الشيخ القرضاوي.
وشن خلفان حملة على جماعة الإخوان، محذرا إياها من مغبة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية.
لكن غزلان أصدر بيانا في الثاني عشر من الشهر الجاري جاء فيه: "لقد هاجمنا رئيس شرطة دبي هجوما ظالما، ونسب إلينا ما تعلم الدنيا كلها أننا منه براء، حيث ادعى بأننا نمثل خطرا على أمن واستقرار الخليج. ويعتقد الدكتور عبد الله على أن تصريحات غزلان بشكل خاص أثارت حفيظة قطاعات شعبية واسعة، ووصفها بأنها كانت غير موفقة وجاءت في التوقيت الخطأ، حيث أساءت إلى العلاقات الإماراتية المصرية.
حساسيةوأشار عبد الله إلى أن الإمارات حريصة على العلاقات مع مصر ولن تسمح لأي طرف بأن يؤثر فيها، مؤكدا على الحساسية المفرطة داخل الإمارات تجاه وجود أي تنظيم داخلها، ومخاوف من وجود أجندات خارجية تهدف الإخلال بالأمن والاستقرار الذي تنعم به الإمارات.
وأعرب عن اعتقاده بأن العلاقة بين الإمارات وجماعة الإخوان في الداخل والخارج مرشحة للتصعيد، مشيرا إلى أن الكرة في ملعب الإخوان لتقوم بإصلاح الضرر الضخم الذي تسبب فيه الشيخ القرضاوي وزاده سوءا المتحدث الرسمي باسم الجماعة.
ومع ذلك أوضح عبد الله أن الإمارات ليست لديها أي حساسية في التعامل مع أي حكومة منتخبة من جانب الشعب المصري سواء كانت إخوانية أم سلفية أم غير ذلك.
في المقابل، يعتقد راشد أن الأزمة قابلة للاحتواء، ولاسيما وأنه لم تشارك أي دول أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي في الحملة التي شنها الفريق خلفان على جماعة الإخوان المسلمين، بل أنه لم تصدر تصريحات أو مواقف أخرى داخل الإمارات تدعم هذا التوجه.
ويرى راشد أن هذه الأزمة لن تتفاقم، على الأقل في الفترة الحالية، مشيرا إلى أن التطورات داخل مصر لا زالت غير محددة المعالم، ولم يتضح بعد إن كانت ستنتهي إلى حكم الإخوان المسلمين في مصر بشكل نهائي أم لا.